أعتقد أننا كعرب بحاجة إلى تجاوز مسلَّمة "العجز العربي" التي يتصورها بعض كتابنا وينظِّرون لها. وآخر ما قرأته في هذا المجال مقال الأستاذ خالد الحروب: "سوسيولوجيا العجز العربي: العوامل الداخلية"، المنشور في هذه الصفحات يوم أمس الاثنين. فالكاتب يتعامل مع مسألة "العجز العربي" على أنها حقيقة وأمر واقع لا جدال فيه. ولكنْ، من قال إن هنالك عجزاً عربياً؟ نحن مثلنا مثل بقية شعوب العالم الثالث حققنا خلال العقود الأخيرة قفزات تنموية هائلة، وحرقت دولنا المراحل. وإن كان الكاتب يقصد بـ"العجز" عدم قدرتنا على تصفية بعض النزاعات الداخلية فهذا من مخلفات الاستعمار الأوروبي، ونتيجة للتغير الاجتماعي داخل كل بلد. أما على جبهة "العجز" عن حل الصراع مع إسرائيل وإن كان الكاتب لا يقوله صراحة خلال تركيزه على "العامل الداخلي"، وإن كان العامل الخارجي في مشاكلنا العربية أهم بكثير من العامل الداخلي، فأعتقد أن هذا الكيان لو كان مغروساً في قلب الاتحاد الأوروبي أو الصين أو الهند أو غيرها من القوى العظمى فإنه كان سيمثل لها مشكلة حقيقية، ما في ذلك شك. وتبقى أخيراً أزمة الوعي السياسي الداخلي و"العجز" عن حسمها، وهنا أقول له إن هذا من سنن الحياة أن يكون هنالك صراع سياسي وأخذ ورد بين مختلف الاتجاهات الاجتماعية والسياسية داخل المجتمع الإنساني، وليس خاصاً بالعرب فقط. نادر المؤيد - أبوظبي