رداً على هجوم الجمهوريين عليهم بشأن قضايا الأمن القومي، يعتزم أعضاء الكونغرس الديمقراطيون الدفع باتجاه إجراء تصويت بسحب الثقة من وزير الدفاع دونالد رامسفيلد هذا الشهر، وذلك في إطار جهود أكبر ترمي إلى الحفاظ على موقع الهجوم في أفق الانتخابات النصفية المرتقبة في شهر نوفمبر المقبل. إذ يعتقد الديمقراطيون أنهم وجدوا في رامسفيلد خصماً نافعاً وبديلاً للرئيس بوش للهجوم عليه وذلك نظراً لما يعتبرونه أخطاء ارتكبها في العراق. وقد فسر الديمقراطيون هذا الأسبوع ما ورد في أحد خطاباته على أنه يساوي بين منتقدي الحرب في العراق ومن كانوا مستعدين لعقد اتفاق مع أدولف هتلر، وهو تأويل طعن فيه المتحدث باسم البنتاغون "إيريك راف". غير أن الديمقراطيين قالوا إن الهجوم الكبير الذي يشنه الجمهوريون سينقلب على أصحابه ويأتي بنتائج عكسية، عاجلاً وليس آجلاً. والحال أنه حتى قبل أن يدلي رامسفيلد بخطابه ذاك، انتقد الديمقراطيون، ومعهم بعض الجمهوريين، غير ما مرة عدم قيام بوش بمحاسبة أي واحد في إدارته على خلفية القرارات المتخذة في حرب العراق، والتي يقول عنها العديد من المحللين العسكريين إنها شكلت أخطاء كارثية؛ ومن ذلك مثلاً عدم تسخير ما يكفي من القوات من أجل حفظ السلام والاستقرار، وتفكيك الجيش العراقي برمته، واجتثاث جميع الموظفين البعثيين –بمن فيهم المعلمون وصغار الموظفين- من الحكومة العراقية. وفي هذا الإطار، يقول النائب "رام إيمانويل" من ولاية إلينوي، الذي يرأس لجنة الحملة الديمقراطية ويدفع في اتجاه التصويت بسحب الثقة من وزير الدفاع: "لقد منيت إدارة الوزير رامسفيلد لهذه الجهود بالفشل؛ والواقع أنه خذل قواتنا المسلحة". وبمطالبتهم بالمحاسبة، يأمل الديمقراطيون أن يحبطوا هجوماً شاملاً على مواقفهم من قضايا الأمن القومي؛ حيث انتقدت اللجنة الوطنية الجمهورية أمس الديمقراطيين من جديد ووصفتهم بـ"الانهزاميين". ومن المتوقع أن تتواصل هجومات الجمهوريين عندما يستأنف الكونغرس نشاطه الأسبوع المقبل بعد الاستراحة الصيفية. كما يعتزم الزعماء الجمهوريون طرح جملة من التشريعات ذات الصلة بقضايا الأمن القومي للمناقشة قبل المغادرة في التاسع والعشرين من سبتمبر من أجل الحملات الانتخابية. غير أنه بدلاً من تغيير التركيز إلى القضايا الداخلية، مثلما فعلوا في الأعوام الماضية، يأمل الديمقراطيون اليوم مواجهة الجمهوريين بشكل صريح ومباشر. وفي هذا السياق، تقول زعيم الأقلية في مجلس النواب "نانسي بيلوزي" من ولاية كاليفورنيا: "سنحاربهم على جبهة الأمن القومي أيضاً". ومن أبرز ما تتضمنه حملة الديمقراطيين الهجوم على رامسفيلد؛ إذ يحث بعض المرشحين الديمقراطيين لمجلس النواب، مثل دايان فاريل من كونيكتيكيت، الزعماء الديمقراطيين على المرور بشكل رسمي إلى التصويت بسحب الثقة. وقد أعلن مساعدو القيادة الحزبية أنهم بصدد التشاور مع الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس وبحث الآلية البرلمانية المناسبة للقيام بذلك. إذ يقول هؤلاء المساعدون إنهم يرغبون في الاستماع إلى رأي الديمقراطيين الموجودين في سباقات صعبة ممن قد يشعرون بأن الخطوة قد تضعف حظوظهم في الفوز في الانتخابات. غير أن النائب "رام إيمانويل" قال إن الخطوة باتت جاهزة للتنفيذ، معبراً عن أمله في أن ينضم إلى الحملة نحو اثني عشر جنرالاً متقاعداً ومسؤولون عسكريون آخرون ممن سبق لهم أن دعوا إلى استقالة رامسفيلد من منصبه. وفي هذا الإطار، يقول إيمانويل: "إننا سنمضي في مطالبتنا بإجراء تصويت بحجب الثقة عن وزير الدفاع رامسفيلد". هذا ويعتزم أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون اتخاذ خطوة مماثلة؛ حيث من المرتقب أن تقدم سيناتورة كاليفورنيا باربارا بوكسار مشروع قرار يطالب بإقالة رامسفيلد. كما يرى الديمقراطيون –ومعهم بعض الجمهوريين- أن نقاشاً حول الفترة التي قضاها رامسفيلد على رأس البنتاغون سيشكل مشكلة حقيقية بالنسبة للمرشحين الجمهوريين في الدوائر الانتخابية التي عارضت الحرب بقوة. ويقول زعيم الأقلية بمجلس الشيوخ هاري ريد من نيفادا مؤكداً حرج الموقف: "إننا نقترب من عدد خسائر يصل إلى 2700 قتيل أميركي في العراق، إضافة إلى 20000 جريح، الكثير منهم فقد عينه أو بترت أطرافه أو يواجه خطر الشلل"، مضيفاً "إذا كانوا يرغبون في مناقشة ذلك؛ فسنكون جد سعداء بذلك". "الديمقراطيون": هل يحولون رامسفيلد إلى "كبش فداء"؟ جوناثان ويزمان ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة "لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست"