لا جدوى من الحوار مع طهران... والسلام أفضل ضمانة لأمن الطاقة ما هي جذور التوتر في الشرق الأوسط؟ وهل ثمة جدوى من راء المحادثات مع إيران؟ وبماذا تعهد "شينزو آب" في حملته الانتخابية؟ كيف تراجعت "مصادر الفخر" في اليابان؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن قراءة سريعة في بعض الصحف الدولية. جذور التوتر في الشرق الأوسط: "على الرغم من وقف إطلاق النار الهش في لبنان، فإن مخاطر اندلاع حرب على نطاق واسع في الشرق الأوسط لا تزال قائمة" بهذه العبارة استهل "جيفري ساش" مقاله المنشور، يوم أمس الاثنين، بصحيفة "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية، مشيراً إلى أن كثيراً من القادة السياسيين بما فيهم جورج بوش وتوني بلير وقادة التنظيمات الراديكالية في الشرق الأوسط، يفضلون الحلول العسكرية على الوسائل الدبلوماسية. "شاس"، أستاذ الاقتصاد ومدير "معهد الأرض" بجامعة كولومبيا الأميركية، يرى أن بوش عندما يعتبر الشرق الأوسط ساحة للصراع بين الإرهاب والديمقراطية والخير والشر، فإنه بذلك يتخلى عن الحلول السياسية، وعندما تحاول إسرائيل عبثاً هزيمة "حزب الله"، فإنها بذلك تتهرب من التسويات السياسية الضرورية المتعلقة بالأراضي التي تحتلها. وحسب "شاس"، تكمن مشكلات الشرق الأوسط في أمور لها علاقة بالسياسة والثقافة أكثر من ارتباط هذه المشكلات بالإرهاب ومعركته ضد الحرية. جزء من المشكلة -يقول شاس- هو الاحتلال الإسرائيلي المتواصل للضفة الغربية وأجزاء من جنوب لبنان، وما لم توافق تل أبيب على العودة إلى حدود 1967 وتنهي سيطرتها السياسية على ملايين العرب في الضفة الغربية، فإن التوتر سيتواصل. جانب آخر من مشكلات الشرق الأوسط يكمن في الاحتكار الصارخ الذي تقوم به الولايات المتحدة وبريطانيا في منطقة الخليج العربي، ضماناً لأمن النفط، وضمن هذا الإطار ثمة شكوك في أن الحرب على العراق كانت بسبب النفط، وقبل قرابة قرن قامت بريطانيا بشراء التحالفات وتدبير الانقلابات ودعم الحروب في الشرق الأوسط، وسارت أميركا على النهج ذاته من أجل السيطرة على النفط. الكاتب يرى أن المفتاح الرئيس لتأمين تدفق النفط من الشرق الأوسط هو السلام وليس الاحتلال العسكري أو التحالف مع حكومات موالية. "نهاية اللعبة مع إيران" تحت هذا العنوان، خصصت "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية افتتاحيتها ليوم أمس الاثنين، لتتوصل إلى استنتاج مفاده أن مواصلة المحادثات مع إيران حول برنامجها النووي لا يخدم سوى أحمدي نجاد. وحسب الصحيفة، فإن المفاوضات القائمة بين إيران وبقية دول العالم حول البرنامج النووي الإيراني أشبه بـ"الرقص البطيء" بين إيران وبقية العالم، وأصبح من الواضح الآن، أكثر من أي وقت مضى، أن النظام الثيوقراطي في طهران مُصرٌ على حيازة أسلحة نووية يهيمن بها على التطورات في الشرق الأوسط وما وراءه. الصحيفة أشارت إلى أنه بعد انقضاء مهلة مجلس الأمن الدولي التي منحها لطهران كي تعلن وقفها عمليات التخصيب، طرح المفوض الأعلى للشؤون الخارجية في أوروبا وقتاً إضافياً لإجراء محادثات مع طهران، وفي غضون ذلك طلب الأمين العام للأمم المتحدة من الرئيس الإيراني دعم قرارات مجلس الأمن الرامية إلى نزع سلاح "حزب الله" اللبناني، وطلب منه أيضاً الحوار بشأن برنامج إيران النووي. الصحيفة رأت أن الأسبوعين الماضيين كانا حلقة في سلسلة من المحاولات الرامية لإقناع طهران بالتخلي عن طموحاتها النووية، وذلك رغم استغلال طهران الوقت لتطوير قدراتها، كي تصل إلى مرحلة لا يمكن كبح برنامجها النووي سواء بالعقوبات أو بالقوة، ما يعني أن تمديد المحادثات مع طهران أو التمادي في أسلوب المواعيد التي تنتهكها إيران عادة ليس سوى نكتة سخيفة. الصحيفة ترى أن فرصة الخيار العسكري لمواجهة برنامج إيران النووي أصبحت محدودة في ظل استغلال طهران للوقت لتعزيز قدراتها، ناهيك عن أن أخطاء بوش في العراق وأخطاء رئيس الوزراء الإسرائيلي في حربه على لبنان قلصت إلى حد كبير من الخيار العسكري ضد إيران. تعهدات "شينزو آب" هكذا عنونت "أساهي تشمبيون" اليابانية، أمس الاثنين، افتتاحيتها، مستنتجة أن انتخابات "الحزب الليبرالي الديمقراطي" المقرر إجراؤها يوم 20 سبتمبر الجاري التي بمقتضاها يتحدد رئيس الحزب، ومن ثم رئيس الوزراء الجديد الذي سيخلف كويزومي تكاد تكون معروفة، فالتوقعات تشير إلى رجحان كفة "شينزو آب" وزير شؤون مجلس الوزراء، الذي أعلن يوم الجمعة الماضي خوضه هذه الانتخابات. الصحيفة ترى أنه في ظل الفوز المتوقع لـ"آب" يمكن الاستفادة من حملته الانتخابية للتعرف على سياساته التي ينوي تطبيقها بعد فوزه، ومعرفة ما إذا كان "آب" يتمتع بالصفات الضرورية التي تؤهله لقيادة اليابان. "شينزو" تعهد بتدشين "أمة جديدة" لكن هذا التعهد في حاجة إلى تدقيق، "آب" قال إنه سينهي "نظام ما بعد الحرب"، وإنه سيضع خطة لمراجعة الدستور الياباني، ولا أحد يعرف إذا كانت هذه الخطة هي خطة جده رئيس الوزراء الأسبق "نابوسيكي كيشي"، التي تهدف إلى صياغة دستور جديد يخطه اليابانيون دون التأثر بالماضي. "آب" وعد بتحسين العلاقات مع الصين وكوريا الشمالية لكنه لم يحدد موقفه من المسائل التاريخية الشائكة بين بلاده وكل من سيئول وبكين. "تراجع مصادر الفخر": بهذه العبارة عنون "كيوزو نابيشما" مقاله المنشور يوم أمس الاثنين في "جابان تايمز" اليابانية، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن اليابان تعافت خلال السنوات الخمس الماضية من الركود الاقتصادي، وذلك بعد "عقد ضائع" من الكساد، فإن الرأي العام الياباني تغير كثيراً خلال الفترة ذاتها تجاه القضايا الداخلية والخارجية. الكاتب، وهو صحفي ياباني متخصص في الشؤون الدولية، تطرق إلى استطلاع رأي أجراه مكتب رئيس الوزراء الياباني العام الماضي وكانت نتيجته تراجع ما أسماه الكاتب "مصادر الفخر" في اليابان مقارنة بما كانت عليه البلاد قبل 15 عاماً. على سبيل المثال، وصل الاستطلاع إلى النتائج التالية: تراجع في مستوى "الأمن العام، والتعليم العالي والرخاء الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي. القائمون على الاستطلاع يرون أن النظام الياباني الذي يجمع بين مستويات التعليم العالي ومستوى الأمن العام الجيد، وهو ما من شأنه تعزيز النمو الاقتصادي وتعزيز الاستقرار الاجتماعي، آخذ في التداعي والانهيار. وثمة عوامل تقف وراء هذا التراجع منها تزايد معدلات البطالة خلال فترة الركود الاقتصادي التي تعرضت لها اليابان، كما أن هناك فجوة بين الفقراء والأغنياء وانهياراً في النظام العائلي، وانتشار الجرائم البشعة وانتهاك حقوق الأطفال. الاستطلاع أيضاً كشف عن تغير كبير في نظرة اليابانيين لحكومتهم، فنسبة المشاركين في الاستطلاع الذين يرون أن الحكومة تعبر عن آرائهم أو تعبر عن الرأي العام الياباني كانت 18% فقط، وهذه النسبة هي نصف النسبة التي كانت موجودة قبل 20 عاماً، بينما قفزت نسبة من يجدون أن الحكومة لا تعبر عن الرأي العام الياباني إلى 76% محققة ارتفاعاً قدره 30 نقطة على النسبة التي كانت موجودة قبل عقدين. إعداد: طه حسيب