أعلنت إندونيسيا يوم الجمعة الماضي أنها تعتزم إرسال كتيبة تتألف من ألف جندي للانضمام إلى قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، وذلك بالرغم من أن إسرائيل كانت قد أبدت معارضتها في وقت سابق لمشاركتها. وفي هذا السياق، تحدث "دينو جلال"، مستشار الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودهويونو في شؤون السياسة الخارجية، عن تليين في الموقف الإسرائيلي من مشاركة قوات إندونيسية قائلا "آخر الأخبار التي أتوفر عليها تفيد بأن المسؤولين الإسرائيليين أعلنوا أو سيعلنون أن لا مانع لديهم في أن تشارك قوات إندونيسية ضمن القوات متعددة الجنسيات". ومما يذكر في هذا السياق، أن إسرائيل كانت أعلنت خلال محادثات سابقة حول قوة حفظ السلام أنها ستعارض مشاركة جنود من البلدان الإسلامية التي لا تربطها علاقات دبلوماسية بإسرائيل، وهو الموقف الذي فسر على أنه معارضة إسرائيلية للمشاركة جنود من إندونيسيا وماليزيا وبنغلاديش. وفي تل أبيب، عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية "مارك ريجيف" عن موقف إسرائيل بطريقة تشبه الرفض إذ قال "إننا نعتقد أنه يتعين على جميع البلدان التي ترغب في المشاركة في القوة الأممية أن تكون لها علاقات مع الجانبين، معنا ومع لبنان". ومن جانبه، توقع مسؤول من وزارة الخارجية الإسرائيلية مساء يوم الجمعة أن يتم التوصل إلى اتفاق مع إندونيسيا بشأن إرسال الجنود، إلا أن "الأمور لم تستكمل بعد". وخلال إفصاحهم عن مخاوفهم، أوضح المسؤولون الإسرائيليون أنه سيكون من الصعب على البلدان التي لا تعترف رسميا بإسرائيل أن ترسل جنودها إلى جنوب لبنان والذين يفترض أن يكونوا محايدين. غير أنه خلال الحديث عن مشاركة الدول الإسلامية، قال المسؤولون الإسرائيليون إنهم ينظرون إلى بعض البلدان الإسلامية بإيجابية أكبر مقارنة مع أخرى. وفي هذا الإطار، أشاروا مثلاً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحق رابين سبق له أن زار إندونيسيا عام 1992، وأن إسرائيل قامت بإرسال مساعدات ومعونات إلى إندونيسيا في أعقاب كارثة المد البحري الزلزالي "تسونامي"، الذي ضرب البلاد عام 2004. ومن جهته، قام الرئيس الإندونيسي السابق عبد الرحمن وحيد بزيارة إسرائيل مرتين في التسعينيات عندما كان يرأس واحدة من أكبر المنظمات الإسلامية في إندونيسيا. وفي منظمة الأمم المتحدة، أعلن مسؤولو حفظ السلام أنهم ينظرون إلى إندونيسيا وماليزيا باعتبارهما مشاركين قويين في مهمات حفظ السلام وأنهم ماضون في تنفيذ مخطط إدماج جنود البلدين ضمن القوات الأممية. ويذكر أن ماليزيا عرضت المشاركة بنحو ألف جندي أيضا ضمن القوة الأممية. ومما يذكر أيضا أن إندونيسيا، التي تعد أكبر بلد إسلامي من حيث عدد السكان، ينظر إليها على أنها بلد إسلامي معتدل؛ وقد سبق لها أن شاركت في 30 عملية لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة، اثنتان منها في الشرق الأوسط. كما ينظر العديد من الإندونيسيين إلى مشاركة قوات من بلدهم في مهمة تستأثر باهتمام عالمي كبير من أجل حفظ السلام في لبنان بأنه أمر يبعث على الفخر، ولاسيما أن الجيش بصدد التأقلم للقيام بدور أقل قوة داخليا بعد انهيار النظام السلطوي للجنرال سوهارتو عام 1998. هذا وقد روج الرئيس يودهويونو لمشاركة إندونيسيا في إطار حملة تقدمه بمظهر القائد الذي يتمتع بحضور على الساحة الدولية، وهو وضعٌ عمل الرؤساء الإندونيسيون السابقون، ومن بينهم الجنرال سوهارتو، على تلافيه. وحسب المستشار الرئاسي "دينو جلال"، فإن إندونيسيا تعتزم إرسال كتيبة واحدة وفرقة من فوج الهندسة. أما التفاصيل الأخيرة لعملية الانتشار، فمازالت موضوع بحث ومناقشة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك. ويضيف قائلاً "عندما ننتهي من ذلك، سيكونون مستعدين للذهاب". هذا وقد أبدت إسرائيل تحفظات حول مشاركة قوات من ماليزيا، التي تعتبرها "أقل صداقة" مقارنة مع إندونيسيا. جين بيرليز ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مراسلة "نيويورك تايمز" في جاكارتا ينشر بترتيب خاص مع خدمة "نيويورك تايمز"