قال أحد الجنود الإسرائيليين وهو يغادر لبنان، نحن أحجار على قطعة شطرنج. شهادة الجنود هذه أقوى من إعلام وأكاذيب العدو، حيث إن العدو لم يحقق أي كسب عسكري على أرض الواقع، ناهيك عن صدق بيانات المقاومة. ولكن إسرائيل أصابها الغرور واعتقدت أن حجم الجيش وأسلحته هو الذي يحسم المعركة، بل إن ثمة أموراً كثيرة لم تأخذها إسرائيل في الحسبان، بل انطلقت من الحروب السابقة مع العرب، حيث لم تغير أسلوبها. وكلنا يعرف ماذا حصل في بورسعيد الباسلة حينما عمدت إسرائيل إلى تهجير أهلها منها، كما اتبعت ذلك في جنوب لبنان، ثم اتبعت أسلوب القوة المفرطة ضد المدنيين حتى تؤثر على الروح المعنوية للمقاتلين. أما بعد هذه الحرب، فيجب أن تعد إسرائيل على أصابعها ست مرات قبل أن تفكر في أية حرب مقبلة، لاسيما وأن الإسرائيليين لم يستمعوا إلى النصيحة في بداية الحرب من أنهم حديثو العهد وليست لهم الخبرة الكافية في هذا المجال. وعلى أضعف الإيمان، لو أن النتيجة هي تعادل المقاومة مع إسرائيل فمعنى ذلك أن المقاومة انتصرت. وفي النهاية على إسرائيل أن تسعى جدياً للسلام قبل أن تُهزم يوماً من الأيام على أيدي المقاومة في فلسطين. هاني سعيد - أبوظبي