يبدو أن وسائل الإعلام العالمية والعربية انهمكت في تغطية الحرب الإسرائيلية الوحشية على لبنان، وذلك على حساب المشهد العراقي برمته. بلاد الرافدين الآن تتعرض لمحاولات مغرضة هدفها إشعال حرب أهلية، وهي حرب ستأتي على ما تبقى من موارد العراق ومقدراته. اللافت أن العالم ألف حمامات الدم العراقية، فخبر سقوط ضحايا بالعشرات أصبح خبراً يومياً يرصد ما يجري في بلاد الرافدين. وفي غضون هذا يلملم الأميركيون ذيول الخيبة إما لجهة التدهور الأمني في العاصمة العراقية، أو لعدم ظهور أي ضوء في النفق العراقي المظلم. وإذا كانت واشنطن قد ارتاحت لصنع نجاحات زائفة في العراق، فإن الأهم اليوم هو منع إندلاع الحرب الأهلية، ومنع خطط تقسيم العراق، ذلك لأن الشارع العراقي بات مشتتاً بين إرهاب أعمى يستهدفه وسياسيين يراهنون على اللعب بطموحاته وآماله. العراق في حاجة إلى جهود دولية وإقليمية وعربية تنتشله من آتون العنف والفوضى، أما ترك العراق هكذا ينزف دماً ويمور باضطرابات أمنية، فهو أمر أشبه بالحريق الذي سيطال الجيران وربما يتجاوز الجيران إلى العالم كله، لا سيما بعد أن أصبح العراق ساحة للتنظيمات الإرهابية. الحرب على العراق حولتها أميركا حرباً على الإرهاب، وهي فعلاً كذلك بعد أن تسبب الانفلات الأمني في جذب الرايكاليين من كل حدب وصوب. العراق يصرخ فهل من يسمع صرخاته ويهب لنجدته؟ إسماعيل نجيب- دبي