الحرب الطاحنة التي اندلعت بين الجارتين إثيوبيا وإريتريا على منطقة "آدمي" الحدودية، قبل سبع سنوات، يبدو أنها تتجدد الآن، لكن على جبهة أخرى هي الصومال! فاثر التحرشات الإثيوبية بـ"اتحاد المحاكم الإسلامية" الذي قضى على أمراء الحرب في مقديشو، ووعد بإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد، بدأت الحكومة المؤقتة، وهي سلطة ضعيفة تتخذ من مدينة بيداوا مقراً لها، تعلن خشيتها من النفوذ المتزايد لـ"المحاكم الإسلامية"، والتقت في ذلك مع أديس أبابا التي اعتبرت أن المحاكم هي بمثابة الفرع الصومالي لتنظيم "القاعدة". ومن هنا بدأت المشكلات والقلاقل الحالية التي توشك أن تعيد الصومال مرة أخرى إلى المربع الأول. ففي حين ترفض غالبية الصوماليين أي دور في بلادهم للجارة إثيوبيا التي خاضوا ضدها حربا مريرة في السابق، بل شعروا بالاشمئزاز من موقف الحكومة المؤقتة إذ قررت الاستعانة بها... يبدو أن إريتريا دخلت على خط الأزمة، وقيل إنها بدأت تمد الإسلاميين بالسلاح والذخيرة والمؤن! فهل من شأن تطورات كتلك، أن تعيد إلى الصومال استقرارا طالما فقده، أم أنها ستوحد الصوماليين في مواجهة جديدة مع إثيوبيا لتدخل منطقة القرن الأفريقي مرحلة أخرى من الحرب الإقليمية الشاملة؟ بانديس حكيم- القاهرة