لم يدرك الإسرائيليون القوة الرادعة للمقاومة اللبنانية، وظنوا أنهم قادرون على كسرها. الغرب الآن بدأ يعترف بهذه المقاومة كقوة يصعب اختراقها. الحزام الأمني الذي يتكلمون عنه وإيفاد قوات أوروبية والخيارات التي يطرحونها في الجنوب اللبناني، لها خلفيات أكبر وأعمق من الظاهر. هم يقولون من أجل تفادي صواريخ المقاومة التي تدك المستعمرات الشمالية في فلسطين المحتلة، وفي الواقع هم يريدون أولاً، إدارة هذه القوات التي ستتمركز في الجنوب والبقاع على الحدود اللبنانية مع سوريا، ومهما تكن تسميتها ستكون بأيدي الأميركيين والإسرائيليين، ليتسنى لهم إدارة لبنان حيث يصبح البلد بكامله بيد الإدارتين الأميركية والإسرائيلية، وعزله عن محيطه العربي والتفرد به بحجة وقف تدفق الأسلحة التي تأتي من سوريا للمقاومة اللبنانية، وهذا يعني عزل المقاومة داخلياً وخارجياً، وخصوصاً قطع الطريق عليها من سوريا حسب وصفهم، والتضييق عليها تمهيداً لنزع سلاحها، ولو كان في ذلك إنتاج حرب أهلية تديرها إسرائيل. والوضع مهيأ لذلك بوجود قوى تروج للمشروع الصهيوني- الأميركي في المنطقة بمحاولته عزل "حزب الله" وإلباسه صيغة طائفية واتهامه بأنه يحارب من أجل سوريا وإيران، وليس من أجل لبنان. ثانياً، الهيمنة على ثروات الجنوب اللبناني وخاصة المياه وجرها من هذه المنطقة وخصوصاً نهر الليطاني، ولن يكلف ذلك الكثير من الجهد أو المال أو الوقت، وبذلك تتحدد معالم الشرق الأوسط الجديد الذي تروج له الإدارة الأميركية منذ سنوات والذي أعلنت عن ولادته وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس منذ أن بدأت قوات العدو الصهيوني بقصف لبنان بتشجيع أميركي وأوروبي. أحمد نايف الزامل- العين