ما يجري في لبنان من قتل ودمار والرد عليه في عمق الكيان الصهيوني من قصف وخسائر نتيجة الحرب المفتوحة التي فرضها الكيان الصهيوني بعد قيام "حزب الله" باختطاف جنديين إسرائيليين بهدف مبادلتهم بالأسرى في السجون الإسرائيلية, يؤكد على أن كلاً من طرفي الصراع يحاول في هذه المجابهة أن يسجل انتصاراً على الآخر. تسجيل انتصار عسكري حتى الآن يتمثل في عدد الضحايا التي يسجلها هذا الفريق على الآخر. وللأسف الضحايا والجرحى جلهم من المدنيين. لكن من قال إن السلام يفرض بالقوة؟ من قال إن السلام إرغام إسرائيل التي قامت على الجماجم والدم ومعاناة وتهجير الآخرين ها هي تحاول أن تفرض سلامها وأمنها على الآخرين بالدم والخراب أيضاً. وهذا السلام وإنْ تحقق يزرع للعنف أكثرمن أي وقت, من قال إن السلام يقوم على مزيد من المستوطنات هنا ومزيد من المخيمات هناك؟ وأي انتصار يقوم على هذه الأسس والمفاهيم هو هزيمة بحد ذاته لأنه يخلق جمراً تحت الرماد ولا يطفئ نار الصراع وهذا ليس بالانتصار، إنما إبقاء لجذوة صراع، يرى البعض أن أطفاءه فقط يشكل الانتصار, وإبقاءه نار تحت الرماد هو الهزيمة. على فرقاء الصراع أن يفهموا أنه لن يكون هناك انتصار لأحد "بالضربة القاضية"، وإذا كان أي من الفريقين يفكر في تسديد الضربة القاضية لخصمه داخل حلبة هذا الصراع، فإن الأمر لن يقتصر على الساحة اللبنانية، لأن العالم كله سيكون حلبة لصراع كل من له مصالح في هذا الشرق. شوقي أبوعياش- لبنان