كان على قدر كبير من الأهمية والجرأة، ذلك السؤال الذي طرحه الدكتور خالد الدخيل في عنوان مقاله الذي نشره على هذه الصفحات؛ "البيان السعودي: تهديد بالحرب أم تحذير من مخاطرها؟"، وذلك يوم الأربعاء، 26 يوليو 2006، إذ أوضح أن البيان السعودي الصادر يوم الثلاثاء الماضي، قد كتب بلغة جديدة ربما تشير مفرداتها التي لم تستخدم على هذا المستوى من قبل، إلى تحول حقيقي في موقف القيادة السعودية. ويلاحظ الكاتب أن ذلك البيان توجه مباشرة إلى المجتمع الدولي والولايات المتحدة، فيما "لم يسبق أن ذكرت السعودية الولايات المتحدة بالاسم في البيانات التي تعبر فيها عادة عن موقفها السلبي تجاه تراخي المجتمع الدولي أمام السياسة العدوانية الإسرائيلية". أما النقطة الأخرى التي يجب التأكيد عليها ونحن نرصد ذلك التحول الملموس؛ فتتجلى فيما أعلنه البيان من أن السعودية، ومعها العرب، "لم تعد مستعدة لمجارات السياسة الاميركية تجاه الصراع العربي الاسرائيلي". ومن ذلك يخلص الكاتب، وهو لم يجانب الصواب، إلى أن القيادة السعودية في هذه المرحلة ربما "اقتنعت بأن طريقة تعامل الإدارة الأميركية مع المواقف العربية من الحرب الجارية توحي بتعبير عن استهتار بهذه المواقف". وخلاصة القول أن البيان ربما يمثل تحولاً، أو بداية لنمط جديد في تعاطي النظام الرسمي العربي مع قضايا وتحديات المرحلة الحالية وما تشهده من هزائم وأزمات عاصفة! نايف حميد- أبوظبي