لم تكن إسرائيل جادة في تنفيذ أي استحقاق من استحقاقات الاتفاقيات المزعومة بينها وبين العرب، لأنه من المفروض حسب الجدول الزمني لهذه الاتفاقيات، أن يبدأ الحل النهائي ونعيش في سلام، ولكن حال الواقع ينبئ بغير ذلك. فلا الاتفاقيات تم تطبيقها ولا الجدول الزمني وُضع موضع التنفيذ، وبقي الحبل على الغارب، بدون تحريك أي ساكن سوى ما تقوم به إسرائيل من حلول منفردة أحادية الجانب بمباركة أميركية. وعلى الرغم مما تم انجازه من المشاريع الصهيونية، وبسرعة تفوق سرعة الريح في هبوبها، بدأ على ما يبدو في المرحلة الأخيرة من هذا المخطط الصهيوني وهو التفرغ لمدينة القدس حتى تستكمل إسرائيل الحلقة الأخيرة من مخططها الإجرامي لهذه المرحلة. فبعد أن عزلت المدينة المقدسة بالمستوطنات من كل الجوانب، والضغط على سكانها وعزلهم عن باقي سكان الضفة الغربية والاعتداء على مقدسات المسلمين بما فيها المسجد الأقصى، وما تقوم به من حفريات أسفل المسجد بحثاً عن الهيكل المزعوم، بدأت إسرائيل بتهويد مدينة القدس بطرد السكان العرب وتزوير شهادات ملكية لليهود حتى تتم السيطرة على القدس. وآخر المشاريع هو "مترو القدس" الذي سيتم انجازه تحت الأرض حتى يتم ربط القدس بالمستوطنات. وأخيراً، وليس آخراً، أمهلت النواب المقدسيين بإعطائهم شهراً للاستقالة من المجلس التشريعي وإلا سيتم طردهم من القدس، وبهذا تكون قد أكملت الحلقات بهذا التخطيط الخبيث لهذه المدينة الصامدة ببيت المقدس، مدينة وصل الأرض بالسماء، منها المحشر والمنشر وبلد السكينة والسلام. هاني سعيد - أبوظبي