الشرق الأوسط يمر الآن بتطورات خطيرة متلاحقة، فمن الغزو الأميركي للعراق وحرائقه المتواصلة، إلى المواجهات العسكرية بين إسرائيل وميليشيا "حزب الله"، تجد المنطقة العربية نفسها بين مطرقة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وسندان التحيز الأميركي السافر للدولة العبرية. تارة تروج أميركا لما تراه إصلاحاً وتغييراً في الشرق الأوسط، وتارة تبشر بديمقراطيات نموذجية في المنطقة. وضمن هذا الإطار راجت مصطلحات جديدة كـ"الشرق الأوسط الكبير" و"الشرق الأوسط الجديد". غير أنه في ظل طبول الحرب التي تقرعها إسرائيل ليل نهار لم تنعم المنطقة العربية بالإصلاح، وربما لن ينعم الغرب بالأمان والاستقرار، لأن التطرف الإسرائيلي لا شك سيولد تطرفاً من الجانب الآخر، ومن ثم ستضرب الحرب على الإرهاب في مقتل، لتضيع الجهود الأميركية التي لم تفلح حتى الآن في فرض الاستقرار سواء في العراق أو أفغانستان. التحيز الأميركي لإسرائيل سيجعل الحرب على الإرهاب أشبه بمن يحرث البحر، فهل تنقذ أميركا الموقف في الشرق الأوسط الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من الحرب الشاملة؟ أيمن إسماعيل- الشارقة