صدر عن مجلس الأمن مئات القرارات التي لم تُطبق منها إسرائيل قراراً واحداً، بفضل "الفيتو" الأميركي، ولكنها الآن تريد تطبيق القرار1559 ولو بالقوة لأن المسألة على ما يبدو مزاجية. تطبيق القرارات يحتاج إلى معادلة مهمة في الموضوع، وهو جلوس أي فريقين على طاولة المفاوضات ووضع البنود والشروط اللازمة حتى يتم تنفيذ هذه القرارات. ولكن من الناحية العملية، فإن إسرائيل تريد إملاء شروطها في تلك القرارات بما يتناسب مع وضعها غير الشرعي في المنطقة حتى تحميه من كل أنواع التصدي والمقاومة، بل وأكثر من ذلك وجدت في المواقف الأميركية غطاء لما كل ما تقوم في المنطقة لتبرير تلك الأعمال. إن أول ما قامت به إسرائيل وعلى مدى عهودها السابقة هي ضرب المدنيين العزل واستهدافهم بقصد أن تحدث شرخاً في البلد الذي تستهدفها، ما يدفع هؤلاء المدنيين مقاومة إسرائيل، فتُمعن وتُفرط هذه الأخيرة في ضربهم وتخريب ممتلكاتهم وتشرد صغارهم، أملاً في أن تجد الدولة العبرية حكومة ضعيفة تتفاوض معها، وتملي عليها شروطها وتظهر بمظهر المنتصر. وهي تتجلى في تصريحات الرئيس بوش الأخيرة عندما صرح أن هناك بعض المواقف المأساوية التي تنطلق من بعض الأمور ونحن نعرف ما هي هذه المشاهد البشعة التي نراها على شاشات التليفزيون. ثم لابد من سؤال في النهاية، مع أي حكومات تريد أن تتفاهم إسرائيل؟ مع الحكومات التي تهدم مقارها وتهاجم جيشها وتنسف كل ما هو قائم؟ إنه ذل واضح من هذا العدو الذي لا يعرف إلا القوة؟ هاني سعيد- أبوظبي