كوريا الشمالية تدفع اليابان نحو "اليمين"...وإيران أكثر الرابحين من حرب العراق هل تآكل الدور الروسي في الجمهوريات المستقلة عن الاتحاد السوفييتي السابق؟ وماذا عن ردود الفعل الإقليمية والدولية على تجارب بيونج يانج الصاروخية؟ وكيف ربحت إيران من غزو أميركا للعراق؟ وما هي أسباب تراجع "ياسو فوكودا" عن خوض الانتخابات اليابانية المقبلة؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن جولة سريعة في الصحافة الدولية. غياب ملفت عن "اجتماع موسكو": "إن الكريملن الخارج للتو من زخم حملة علاقات عامة أثناء قمة مجموعة الثماني التي عقدت قبل عشرة أيام في مدينة سان بطرسبرج الروسية، كان يأمل في أن يتوج هذه الحملة بالاجتماع غير الرسمي لكومونولث الدول المستقلة الذي استضافته العاصمة الروسية موسكو يوم السبت الماضي، لكن غياب قادة أرمينيا وجورجيا وتركمانستان وأوكرانيا عن الاجتماع يثير شكوكاً حول دور روسيا المحوري في هذا التجمع الذي يزداد هشاشة مع مرور الوقت"، هكذا استهل "نابي عبد اللاييف" تقريره يوم أمس الاثنين في صحيفة "ذي موسكو تايمز" الروسية، مشيراً أن غياب الرئيس الجورجي ميخائيل ساكشفيلي عن فعاليات الاجتماع غير الرسمي لكومونولث الدول المستقلة كان الأبرز والأهم، خاصة وأن ساكشفيلي يسعى إلى إجراء محادثات ثنائية مع نظيره الروسي لمناقشة التطورات المتعلقة بمنطقة أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، لا سيما وأن جورجيا تشكو من تدخل روسيا في هاتين المنطقتين. وفي محاولة واضحة لاقناع موسكو بوقف تدخلها في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، هددت جورجيا بأنها ستعيد النظر في موافقتها على طلب روسيا الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، وفي يوم الأربعاء الماضي طالب برلمان جورجيا روسيا بسحب قواتها من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. أحد مستشاري الرئيس ساكشفيلي أشار إلى أن أجندة الاجتماع غير مقبولة، وأنه يمكن الذهاب إلى موسكو فقط لمشاهدة سباقات الخيول، في إشارة إلى السباقات التي تجرى على هامش الاجتماع. وحسب التقرير، أمضى قادة الدول الثماني المشاركين في الاجتماع أقل من ساعتين في حوارات مغلقة انصبت على كيفية تجديد تجمع "كومونولث الدول المستقلة عن الاتحاد السوفييتي" الذي تم تدشينه عام 1991 لتأمين ما أسماه الرئيس بوتين بـ"الانفصال المتحضر" عن الاتحاد السوفييتي السابق. اللافت أن "التجمع" اتخذ طوال السنوات الخمسة عشر الماضية أكثر من 1600 قرار لم يطبق منها سوى 10% . ما بعد التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية: خصص "تشيم جا هون" مقاله المنشور يوم الجمعة الماضي في "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية، لرصد الموقف الدولي من كوريا الشمالية بعد تجاربها الصاروخية التي نفذتها في السابع من الشهر الجاري. الكاتب، وهو صحفي كوري جنوبي، يرى أن ردود أفعال المجتمع الدولي على هذه التجارب بدأت بإدانة بيونج يانج في مجلس الأمن الدولي وفرض عقوبات محدودة عليها، ثم قرار كوريا الجنوبية بربط مساعدتها الغذائية لجارتها الشمالية بعودة الأخيرة إلى طاولة المحادثات السداسية المعنية بحل أزمتها النووية. واللافت أن سيول لم تعد مهتمة بإقامة احتفال مشترك مع بيونج يانج لإحياء ذكرى الاستقلال في 15 أغسطس المقبل، مما يعد تراجعاً كبيراً عن عملية المصالحة بين الكوريتين. أما الصين، فإنها غير سعيدة بسياسات حافة الهاوية التي تنتهجها كوريا الشمالية، فهذه السياسات ستدفع اليابان إلى المضي قدماً في طريق سياسات "يمينية" متشددة، خاصة وأن بيونج يانج لا تخفي عداءها لطوكيو، خاصة بعد عملية اختطاف يابانيين التي يشتبه في وقوف بيونج يانج وراءها، وإضافة إلى إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي مر عبر الأجواء اليابانية، في تطور دفع الناخبين اليابانيين نحو الالتفاف حول قيادة "يمينية" التوجه. الآن تفرض طوكيو حظراً على سفن بيونج يونج، بحيث لا ترسو في ميناء "نيجاتا" الياباني. والخطوة اليابانية المقبلة ستكون فرض حظر على تحويل الين الياباني إلى كوريا الشمالية، ناهيك عن اقتراحات كبار الساسة اليابانيين في "الحزب الليبرالي الديمقراطي" كـ" شينزو آب" و"تارو إسو"، والمتمثلة في أن لدى طوكيو الحق في شن ضربات استباقية على منصات إطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية. إيران والسياسة الأميركية: في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، رأت "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية أن أهم نتيجة من نتائج الحرب الأميركية على العراق هي تعزيز القوة النسبية لإيران، خاصة في محيطها الإقليمي، فهذه الحرب أطاحت بنظام صدام حسين أهم منافس استراتيجي لإيران في الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه عززت النفوذ السياسي لشيعة العراق الموالين لطهران. كما يؤدي الخطاب الأميركي المادي لإيران إلى تعزيز نفوذ الحرس الثوري الإيراني ويزيد من تمسك هذا الأخير بالبرنامج النووي. وحسب الصحيفة، إذا كانت طهران وواشنطن تعاونتا في مسائل تكتيكية كالإطاحة بنظام "طالبان" في أفغانستان، وتشكيل الحكومة العراقية، فإنه ربما لن يكون الوقت متأخراً جداً لدخول الولايات المتحدة في حوار حول "حزب الله" الذي تدعمه طهران، والذي يخوض الآن مواجهة ضد إسرائيل البلد الذي يكن العداء للدولة العبرية. "فوكودا لن يرشح نفسه": في تقريره المنشور في "جابان تايمز" اليابانية، يوم السبت الماضي، وتحت عنوان "فوكودا لن يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية عن "الحزب الديمقراطي الليبرالي"، كشف "ماسمي إيتو" عن أن الوزير السابق لشؤون مجلس الوزراء "ياسو فوكودا"، وهو أحد أبرز المرشحين الأربعة عن الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في اليابان والمقرر إجراؤها يوم 20 سبتمبر المقبل، قرر يوم الجمعة الماضي عدم خوض هذه الانتخابات. التقرير أشار إلى أنه على الرغم من أن قرار "فوكودا" كان متوقعاً، فمن المحتمل أن يعزز قراره موقف وزير شؤون مجلس الوزراء الحالي "شينزو آب" في الفوز بهذه الانتخابات. وأياً كان الفائز في هذه الانتخابات، فإنه من المؤكد أن يصل، إلى منصب رئيس الوزراء في اليابان، لأن "الحزب الليبرالي الديمقراطي" يتمتع بأغلبية في "الدايت" (مجلس الشعب الياباني). "فوكودا" أشار إلى عمره الذي يناهز السبعين عاماً كسبب لقراره بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية، إضافة إلى خوفه من تباين مواقفه في مسائل السياسة الخارجية مع وزير شؤون مجلس الوزراء "شينزو آب"، خاصة وأن لكل منهما وجهة نظر مختلفة عن الآخر في زيارة النصب التذكاري للمقاتلين اليابانيين في الحرب العالمية الثانية المعروف باسم مزار"ياسوكوني"، التي يقوم بها رئيس الوزراء الياباني بين الفينة والأخرى، وهي زيارة تغضب الصينيين والكوريين الجنوبيين. "فوكودا" طالب حكومته بإعادة بناء علاقاتها مع جيرانها الآسيويين، لا سيما الصين وكوريا الجنوبية، بينما يتبنى "شينزو آب"، مواقف متشددة تجاه كل من كوريا الشمالية والصين. إعداد: طه حسيب