لبنان تحت الحصار والقصف، وشعبها يدفع ثمن المواجهة وحده من دمه. ألهذا الحد أضحى حالنا العربي متردياً لدرجة لا نستطيع حتى الكلام. قد يتساءل البعض: هل أسر جنديين إسرائيليين سبب لحرب دامية؟ طبعاً إسرائيل تضرب بهذه الذريعة أكثر من هدف. أولاً: إسرائيل تظهر للعالم أن حدودها غير آمنة ما دام "حزب الله" موجودا، وهي بذلك تخلق العذر للقضاء على "حزب الله" من خلال ضرب لبنان لإرغام الحكومة للتصرف مع حزب الله بقوة، وبذلك تضمن إسرائيل استقراراً لا محدود على اعتبار أن أحداً من الدول العربية غير راغب في محاربة إسرائيل، ما يعني أن هناك سلاماً بارداً في المنطقة، لكن المستفيد منه أولاً وأخيراً هي إسرائيل، لأن إسرائيل عندما ترى الفرصة مواتية للتوسع تقوم بالهجوم والتوسع، وبالمقابل هي ضامنة بشكل كبير عدم مقدرة ورغبة أي دولة عربية بالمواجهة مع إسرائيل ولا حتى إيران. ثانياً: إسرائيل تثبت للعالم أن مواطنيها وجنودها خط أحمر، فهي من أجل جنديين مستعدة للقيام بحرب دامية إثباتاً لكرامة مواطنيها، وهنا التساؤل في الشارع العربي: ماذا فعل العرب من أجل الآلاف المأسورين منذ سنين طويلة؟ هل مواطنوهم أغلى من مواطنينا؟ ثالثاً: إسرائيل تظهر للعالم والأميركان خصوصاً، أنها شريكة بالحرب على الإرهاب، من خلال تصديها لبعض الأحزاب الإرهابية في المنطقة، على حد زعم الإسرائيليين، وهم بذلك يأخذون المكافأة دعماً أميركياً لا محدود. وبالمقابل أثبتت الحرب أن "حزب الله" ليس وحيداً في المعركة، فهناك شارع عربي طويل ما زال غير مقتنع بالسلام مع الإسرائيليين أو لا يثق بسلام الإسرائيليين. جميل لحام - سوري مقيم بالإمارات