تروّج أميركا على لسان وزيرة خارجيتها، كوندوليزا رايس لمشروع جديد بعد انتهاء الحرب الحالية بين "حزب الله "وإسرائيل، علماً بأن هذه الأخيرة أطلقت يدها وحقدها، بتشجيع من أميركا، فحطمت كل البنية التحتية اللبنانية من جسور ومطارات وبنايات وكل شيء يتحرك، فقتلت المئات من الأطفال والنساء والرجال. وفي خضم هذه المجازر طلعت علينا كوندوليزا رايس بمشروعها الفاشل مقدماً، الذي سيلحق سلفه الشرق الأوسط الكبير، الذي تم دفنه في العراق وأفغانستان، وما جره على البلدين من مآسٍ وفوضى وسفك دماء وخسائر في الأرواح البريئة وما خسرته قوات التحالف من جنود وعتاد، وما كشفت عنه من فظائع تقشعر منها الأبدان في سجن" أبوغريب" وغيره من السجون التي انتشرت في عدد من البلدان الأوروبية. والمتتبع لهذه الأمور يلاحظ أن سياسة "الاستعمار القديم" ربما تكون أنجح من سياسة هؤلاء الذين عندما يفشلون في الحوار والمحادثات المهمة، يهرعون إلى السلاح والصواريخ والتحطيم الذي ليس له تأثير في حل المعضلات بل إنه يعمق الكراهية والأحقاد ويتسبب في تأجيج أعمال العنف ويشجع على اللجوء إلى الإرهاب بكل أنواعه. كما سقطت مقولة "الشرق الأوسط الكبير" الذي سوف تسوده الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، سوف تسقط لا محالة مقولة "الشرق الأوسط الجديد"، وليس في أجواء البطش والدماء تبنى الديمقراطيات وتسود الحريات، أما الشرق الأوسط ذو التاريخ العريق، كونه مهد الديانات ومنبع الحضارات ليس في حاجة إلى أطراف خارجية تدعي أنها تعلمه. منصف أبوبكر- أبوظبي