لا تكاد تمر ساعة أو لحظة من اللحظات ونحن نتابع نشرات الأخبار اليومية من فلسطين ولبنان، إلا والمآسي تأتي معها من هناك بكل تفاصيلها التي تتناقلها وسائل الإعلام. لبنان وفلسطين اليوم هما أكبر مثالين واضحين على البطش الإسرائيلي. هذه الهجمة التي يتعرض لها أبناء هذه الدول العربية، هي بحاجة إلى إعادة ترتيب أوراق الوضع العربي مرة أخرى والسعي من أجل الخروج من هذه الأزمة الطاحنة التي تعيشها أمتنا العربية اليوم، بل وأصبح من الضروري أيضاً تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك اليوم أكثر من ذي قبل، نظراً لأن الوقت لم يعد لصالح العرب، خاصة إنْ بقي الحال على ما هو عليه. هناك استراتيجية مفهومة لدى الجميع، فلكل أمة من الأمم أولويات لابد من الأخذ بها ومحاذير يجب التنبه إليها وخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، ونعتقد بأن الوطن العربي اليوم وهو يشهد كل هذه المآسي والملمات والمحن التي تحيط به من كل جانب، نراه قد وصل بهذه الأمة إلى نقطة الخطر النهائي وإلى حافة الهاوية التي إن وقعت فيها الأمة فلا صريخ لها بعد ذلك. إن الأمة العربية أمة حضارة ومجد تليد يشهد له العالم بأسره، وقفت عبر كل تلك العهود والأزمنة والعصور متحدية العالم بأسره بكل شموخ وكبرياء بانتصاراتها التي يشهد لها التاريخ على مر العصور. هذه الأمة أما آن لها أن تقف اليوم وبكل شجاعة لهذه الغطرسة الصهيونية ولهذه الفلسفة الأميركية التي تلوح بها لنا كل يوم كلما ارتكبت إسرائيل حماقة ليس في فلسطين أو لبنان وحدهما، إنما في كل شبر من أرض العرب؟ حمدان محمد - كلباء