في آخر مرة التقى خلالها الرئيس الأميركي جورج بوش مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قدم مسؤولو البيت الأبيض مخططاً أمنياً جديداً خاصاً ببغداد على أنه بالغ الأهمية لحكومة الوحدة الوطنية الفتية في العراق. غير أنه بعد خمسة أسابيع على ذلك، اعترف البيت الأبيض بأن المخطط لم ينجح كما كان مأمولاً، حيث أودت السيارات المفخخة والمتفجرات المخفية والكمائن التي ينصبها المسلحون بأرواح أعداد كبيرة من العراقيين في العاصمة بغداد. ونتيجة لذلك، من المرتقب أن يتصدر تصاعد أعمال العنف الطائفي، التي قد يشكل أكبر تهديد للجهود الأميركية في العراق، أجندة المباحثات التي من المرتقب أن يجريها بوش والمالكي بالبيت الأبيض اليوم. وحسب مسؤول في الإدارة الأميركية، فمن المنتظر أن يتباحث الرجلان بشأن تدابير جديدة تروم الحد من أعمال العنف، ومنها إمكانية إعادة نشر المزيد من القوات الأميركية في العاصمة. كما ينتظر أن يطلب بوش من المالكي تعبئة العراقيين ضد الطائفية. وفي هذا الإطار، قال مسؤول في إدارة بوش اشترط عدم الإفصاح عن اسمه "إنها واحدة من أصعب المشاكل التي يتعين على هذه الحكومة التعاطي معها"، وأضاف أن البيت الأبيض يأمل في أن تتمكن هذه الحكومة الفتية من التغلب عليها قائلاً "إن زعامة الحكومة تحاول إيجاد طرق ملموسة للتشديد على أهمية صون العراق في وجه المجموعات الطائفية المختلفة". إلى ذلك، أوضح المالكي يوم السبت أنه من المنتظر أن يتصدر التمرد والعنف الطائفي مباحثات الزعيمين. وفي هذا الإطار، قال رئيس الوزراء العراقي في مؤتمر صحافي بالمنطقة الخضراء المحصنة الواقعة وسط بغداد "إن أهم ملف سنبحثه هو ذلك المتعلق بالأوضاع الأمنية". كما أشار المالكي إلى أن زيارته إلى الولايات المتحدة كان مقرراً لها قبل الأسبوع الماضي بوقت طويل، وهو الأسبوع الذي عُد واحداً من أكثر الأسابيع دموية في العراق طوال هذا العام. وشدد على أهمية أن تتولى المزيد من القوات العراقية المسؤوليات الأمنية، قائلاً إنه وبوش سيعملان على "وضع النقاط على الحروف بخصوص إنشاء قواتنا". وتشكل زيارة المالكي للولايات المتحدة هذا الأسبوع، والتي تشمل إجراء اجتماعات بالبيت الأبيض وإلقاء كلمة في جلسة مشتركة للكونغرس، فرصة أمام بوش ليظهر للجمهور الأميركي الذي بدأ صبره ينفد أن النجاح مازال ممكنا في العراق بالرغم من ازدياد أعمال العنف. كما يرجح أن تشكل فرصة أيضا للمالكي لإظهار بعض الاستقلالية عن واشنطن، وذلك في ضوء انتقاداته الشديدة مؤخرا للعملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان، والتي تحظى بتأييد البيت الأبيض، حيث أعلن المالكي يوم السبت أنه يعتزم مناقشة "العدوان على لبنان"، مضيفا أن "مخاطر هذا العدوان ستنعكس على المنطقة برمتها... وسأطلب من الأمم المتحدة والولايات المتحدة التعجيل بفرض وقف لإطلاق النار". ــــــــــــــــــــــــ ينشر بترتيب خاص مع خدمة "لوس انجلوس تايمز وواشنطن بوست"