ما معنى أن تقف مدينة غزة الفلسطينية لوحدها ولبنان لوحده يواجهان العدو الصهيوني، وبهذا الشكل الذي لا يعرف للإنسانية أي معنى أو أي احترام؟ وما معنى أن يقف العالم بأسره وبكل مؤسساته وبكل توجهاته وأحزابه وثقافاته أمام هذا التحدي الصهيوني الخبيث وهذا التسلط الإسرائيلي المشحون بالكراهية والعدوانية والحقد غير المسبوق للإنسان العربي؟ هذا لا يعني إلا أن العالم بأسره أصبح لا ينظر إلى الضحية بقدر ما ينظر إلى الجزار الممسك برقبة الضحية، أي أنه لا يرى إلا بعين واحدة فقط وهي عين النفاق والمحسوبية، والنتيجة قتل الأبرياء وإهانة كرامة بني البشر. وهذا بحق اليقين هو الكذب والتدليس والنفاق بعينه، فلو كان ذلك صحيحاً، أليس هذا الذي يحصل اليوم وفي هذه الساعات واللحظات على الأرض الفلسطينية واللبنانية، هو الإرهاب بذاته حقاً وتصديقاً ويقيناً؟ أليس كل هذا العبث بمقدرات هذه الشعوب وهذه الدول أليس هو الإرهاب الناتج عن التسلط والعنجهية الإسرائيلية؟ ما نراه على الواقع بأن دولة مارقة مثل إسرائيل وهي تضرب بالشرعية الدولية عرض الحائط وترمي بكل القوانين والأعراف الدولية مهما بلغت من قوة قانونية، في قاع البحر، فإن إسرائيل مهما تمادت في عدوانها ضد الأبرياء والعزل من الناس، فإن أحداً لن يتجرأ ولو بكلمة واحدة، يحاسب فيها هذه الصهيونية، لماذا؟ لأن هناك دولة مهيمنة على العالم بأسره هي من تقف خلفها وهي من تساندها وتصلب من ظهرها الأحدب، إنها الولايات المتحدة، التي دائماً ما تسوق لها الأعذار تلو الأخرى والحجج والأكاذيب الباطلة لتبرير كل ما تقوم به إسرائيل من خراب، وفي مجلس الأمن، "الفيتو" الأميركي جاهز ومسلط على الرقاب، كلما تعرضت إسرائيل لأي محاججة أو مساءلة من أي طرف كان. حمدان محمد - كلباء