في مقاله المنشور يوم أول من أمس الخميس، وتحت عنوان "الشعوب والجيوش" لخص الدكتور حسن حنفي الصراع العربي الإسرائيلي، أو بالأحرى اختزله في نتيجة واحدة هي أن ثورة الشعوب لمواجهة العدوان الإسرائيلي ستحل محل مواجهة الجيوش للعدو الصهيوني. لكن من الصعب القبول بالسيناريو الذي حاول الكاتب طرحه في مقاله، ذلك لأن الشرق الأوسط لم يتم تشكيله بحروب شعبية أو بالأحرى "حروب الميليشيات" ذلك أن إسرائيل لا تجدي معها سوى الحروب الشاملة التي تذيقها خسائر فادحة في البشر والعتاد، وخير دليل على ذلك أن حرب 73 كانت حرباً شاملة حرب جيش استطاع أن يكسر آلة الحرب الصهيونية. لأن تحاول "حماس" و"حزب الله" تحريك الصراع لكن دون جدوى، لأن اسرائيل تحاول كسب الرأي العام العالمي عبر الترويج لإدعاءات قد تنطلي على بعض الدول الأوروبية وهي أنها تشن حرباً على ما يسميه ساسة تل أبيب "إرهاباً"، ما يعني أن الرأي العام العالي لن يقبل مواجهة عسكرية مع إسرائيل تقودها ميليشيات، بل يمكن لحرب شاملة تشنها الدول العربية ضد إسرائيل تحريك الركود المميت لعملية السلام المقبورة في الشرق الأوسط. سمير نجيب- الشارقة