يوم الخميس الماضي، تم الإعلان في طوكيو عن أنه من المرتقب أن تشرع الولايات المتحدة واليابان في نشر أنظمة أميركية الصنع مضادة للصواريخ على التراب الياباني الشهر المقبل، وذلك وسط قلق متنام إزاء أسلحة كوريا الشمالية. وإضافة إلى نشر نظام "باتريوت أدفانسد كيبيليتي 3" المضاد للصواريخ الباليستية، والمعروف اختصارا بـ"باك 3"، من المرتقب أيضاً أن يرسل "البنتاجون" 600 من القوات التي تلقت تدريباً خاصاً من قاعدة "فورت بليس" بولاية تكساس إلى إحدى القواعد الأميركية جنوب اليابان. ومن المنتظر أن يتم نشر نظام "باك 3" في مرحلة أولى على المواقع العسكرية الأميركية، فيما أعلن مسؤولون يابانيون أنهم سينشرونه في قواعد "قوات الدفاع الذاتي" (الجيش الياباني) لأول مرة في مارس المقبل. وفي هذا السياق، قال مسؤول من وزارة الدفاع إن نشر هذا النظام لأول مرة سيبدأ في قاعدة "إيروما" الجوية الواقعة إلى الغرب من العاصمة طوكيو، على أن يتم نشره بثلاث قواعد مجاورة بحلول 2007. ومما يجدر ذكره أن اليابان تعتزم مواصلة نشر هذا النظام بالمزيد من منشآتها العسكرية عبر أرجاء البلاد من الآن وحتى عام 2010. ويذكر أيضا أن أكثر صواريخ كوريا الشمالية تطورا– وهو "تايبودونج 2 " الذي يمكن أن يصل إلى عمق الولايات المتحدة- قد فشل بعد لحظات من إطلاقه خلال اختبار أجري في وقت سابق من هذا الشهر. غير أن الكوريين الشماليين نجحوا بالمقابل في اختبار صواريخ أخرى قصيرة ومتوسطة المدى، جميعها قادرة على الوصول إلى أي جزء من اليابان، بما في ذلك القواعد الأميركية هناك. وقد أصدرت وزارة الخارجية اليابانية بياناً جاء فيه أنه "بالنظر إلى تطوير الصواريخ الباليستية ونشرها في المنطقة، والتهديدات الواضحة والحقيقية من قبيل عمليات إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية على وجه الخصوص، فإن الحكومة اليابانية تعتزم مواصلة بذل قصارى جهدها من أجل تطوير قدراتها الدفاعية المضادة للصواريخ الباليستية بتعاون وثيق مع الولايات المتحدة". إلى ذلك، أعلن مسؤولون عسكريون أميركيون أن "البنتاجون" يخطط لنقل كتيبة العتاد الجوي الدفاعي المجهزة بصواريخ "باتريوت" من قاعدة "فورت بليس" إلى قاعدة كادينا الجوية الأميركية ومنطقة مجاورة لتخزين الذخيرة في جزيرة "أوكيناوا". ومن جانبهم، قال مسؤولون يابانيون إنه من المقرر أن يدخل النظام الخدمة، جزئياً على الأقل، بنهاية العام الجاري. ومن جهة أخرى، أعلن مسؤولون يابانيون أنهم يجرون مشاورات مع السلطات المحلية في أوكيناوا– التي انتقدت بشدة الحضور العسكري الأميركي هناك- بخصوص القوات الأميركية الإضافية اللازمة لتشغيل النظام. غير أن المسؤولين أشاروا أيضاً إلى أن المخطط سينفذ سواء حظي بموافقة محلية أو لا. ويذكر أن نظام "باك 3" صمم للتعرض للصواريخ الباليستية القادمة، ومن المرتقب أن يشكل جزءا رئيسياً من ذرع أكبر مضاد للصواريخ يجري تطويره من قبل الولايات المتحدة بتعاون مع اليابان. غير أن بعض الخبراء لم يخفوا تشككهم في معدل نجاح نظام "باك 3" خلال الاختبار، قائلين إنه ما زال في حاجة إلى بعض اللمسات. وعلاوة على ذلك، من المرتقب أن ينشر اليابانيون أيضاً نظام دفاع جويا من طراز "ستاندارد ميسايل 3"، الذي من المنتظر أن ينشر على متن المدمرة اليابانية "إيجيس-كلاس". ـــــــــــــــــــــــــــ ينشر بترتيب خاص مع خدمة "لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست"