Foreign Affairs

شيعة العراق وتداعيات "الصعود"


قضايا دولية عدة شملها العدد الأخير من دورية Foreign Affairs التي تصدر كل شهرين عن "مجلس العلاقات الخارجية" الأميركي.

أبرز موضوعات العدد جاء تحت عنوان "عندما يصعد الشيعة"، وفيه توصل "فالي ناصر" إلى استنتاج مفاده أنه بالإطاحة بنظام صدام حسين، حررت إدارة بوش شيعة العراق وعززت موقفهم، وساعدتهم على إحياء دورهم على نطاق واسع. الكاتب، وهو زميل في "مجلس العلاقات الخارجية" الأميركي، ومؤلف كتاب "الإحياء الشيعي: كيف بمقدور الصراعات على الإسلام تشكيل المستقبل"، يرى أن تزايد دور الشيعة في بلاد الرافدين سيربك التوازن الطائفي سواء داخل العراق أو في كافة أرجاء منطقة الشرق الأوسط، كما أنه سيثير غضب بعض الحكومات العربية السُنية. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن صعود الشيعة في العراق من شأنه أن يكون أداة لمد الجسور بين واشنطن وإيران الدولة ذات الأغلبية الشيعية في الشرق الأوسط.

"فالي ناصر" أشار أيضاً إلى أن المشكلات القائمة في العراق الآن تشكل في حد ذاتها فرصة من خلالها تستطيع الولايات المتحدة وإيران تطبيع العلاقات بينهما ومن خلالها أيضاً يستطيع الطرفان إدارة التوترات المستقبلية بين الشيعة والسنة. غير أن صعود الشيعة في العراق يعد مثالاً أو نموذجاً لبقية الأقليات الشيعية في شتى أرجاء الشرق الأوسط، قد يثير توترات شيعية- سنية في المنطقة، وعليه من الأفضل بالنسبة لواشنطن أن تدخل في حوار مع طهران حول الوضع الراهن في العراق، وذلك بدلاً من الانتظار حتى ينتشر التوتر الطائفي في أنحاء الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أنه من غير المحتمل أن تحل واشنطن وطهران خلافاتهما قريباً، خاصة حول البرنامج النووي الإيراني، فإنه بإمكان الطرفين التوصل إلى اتفاق حول بعض المسائل المهمة في العراق، التي يأتي على رأسها: تحسين الأوضاع الأمنية في جنوب العراق، وتفكيك الميليشيات الشيعية وإقناع الأحزاب الشيعية في العراق بالتوصل إلى اتفاق سياسي مع بقية الأحزاب العراقية.

وتحت عنوان "النموذج الهندي"، كتب "جيرشاران داس" مقالاً استنتج خلاله أن الاقتصاد الهندي، وبعد أن خضع لسيطرة الدولة طوال العقود الماضية، أصبح الآن واحداً من أكبر الاقتصاديات العالمية. الكاتب وهو مؤلف كتاب "الهند غير المقيدة: الثورة الاجتماعية والاقتصادية من الاستقلال إلى العصر الرقمي"، لفت الانتباه إلى أن الاقتصاد في الهند يشكل نمطاً فريداً في التنمية، كونه يعتمد على الاستهلاك الداخلي وخدمات عالية التقنية، وذلك رغم سيطرة الدولة وإحكام قبضتها على الاقتصاد. لكن ما تحتاجه الهند لديمومة نموها الاقتصادي هو البدء في تحديث المجتمع الهندي، من خلال تطوير التعليم والخدمات الصحية والبنى التحتية.

actions: 
دورية عربية(محرر)/الجمعة/21/7/2006

Published: Thu 20 Jul 2006 14:03 GST
Source: RAPID Browser
mohammad elmouna
سعيد

"شؤون الأوسط": تركيا والاستراتيجية الأميركية

 

في المقال الافتتاحي للعدد الأخيرة من مجلة "شؤون الأوسط"، يحلل رئيس تحريرها ملامح "الاستراتيجية الأميركية في المنطقة بين التمويه والحقيقة"، مشيراً إلى قول عدد من كبار مسؤولي الإدارة الأميركية أن بلادهم ارتكبت "آلاف" الأخطاء في العراق، فيما "تفخر" وزيرة الخارجية الأميركية بتحقيق الهدف الاستراتيجي من الحرب على العراق، ألا وهو إسقاط صدام حسين، ويعتبر بوش أن عصراً جديداً من تاريخ المنطقة قد بدأ مع إجراء أول انتخابات "ديمقراطية" في العراق! ومن استعراضه لعدد من الحقائق والمؤشرات، يخلص الكاتب إلى أن الهدف الأساسي لغزو العراق واحتلاله، يتمثل في إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط بطريقة تضمن أمن إسرائيل ومصالحها لعقود قادمة، وذلك عبر تدمير ما تبقى من قدرات عربية، وتفتيت المنطقة والانتقال بها إلى نموذج "الدولة-المذهب أو الطائفة".

وفي ملف عنوانه "تركيا: علاقات إقليمية" نطالع دراسة لمصطفى أغيللي عن "اتفاقية الكويز وتكامل الاقتصاد الإسرائيلي"، يوضح فيها أن الكويز هي مناطق تجارية تأتي نتاجاً لتطبيقات قانون اتفاقية التجارة الحرة الأميركية-الإسرائيلية، وقد أصبحت تمثل مناطق تجارية تدار وفقاً لقوانين وقواعد أميركية، كما أصبحت تلك المناطق مدخلاً لتوفير مصالح تجارية لحلفاء أميركا في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسهم إسرائيل، ومن ثم فهي موجهة نحو أهداف سياسية، كما حدث حين استخدمتها الإدارة الأميركية كورقة للضغط على تركيا بعد أن رفض برلمانها المشاركة في الحرب على العراق. وكان الرئيس الأسبق بيل كلينتون قد اقترح في أغسطس 1999 ضم تركيا لاتفاقية الكويز، ثم اتفق الجانبان في فبراير 2002 على بناء مناطق تابعة للكويز في تركيا، بعد أن وافق البرلمان التركي في يناير من العام نفسه على إنشاء تلك المناطق، وذلك بعد أن أعطت المؤسسة العسكرية التركية تعليماتها ببذل كل جهد ممكن من أجل ذلك الهدف. إلا أن تلك المناطق لم تنشأ حتى الآن بسبب اختلاف أنقرة وواشنطن، حول نوع وشكل القطاعات الصناعية التي ستدخل ضمن الكويز، وأين ستقام تلك المناطق في أراضي تركيا.

وتقدم رواء الطويل تحليلاً اقتصادياً لـ"العلاقات التجارية التركية-الخليجية بين عامي 1980 و1998"، ترى فيه أن التوجه التركي نحو دول الخليج العربي يمثل علاجاً وافياً للأزمات الاقتصادية التي اعتاد عليها الاقتصاد التركي لفترة طويلة، وأن انفتاح تركيا على الدول الخليجية، "جاء لدوافع اقتصادية نظراً لأن تلك الدول تمثل سوقاً استهلاكية من الدرجة الأولى". وقد شهدت التبادلات الاقتصادية بين الجانبين تطوراً كبيراً في ثمانينيات القرن الماضي، إذ بلغت نسبة الاستثمارات العربية في تركيا 11.7% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية فيها.




Classifications
Comments and Actions