أود في هذا الوقت الذي فتحت فيه أبواب الاتهام على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، يمكن ان نقارنه بزعيم سياسي آخر هو عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، إذ يوجد بينهما من القواسم وأوجه الشبه والاختلاف ما يسمح بقراءة أحدهما على ضوء الخصائص والسمات التي تميز الآخر. فالحكيم ونصر الله هما من الساسة المعممين ذوي التأثير الواسع حاليا، وكلاهما تخرج من الحوزة العلمية في مدينة قم الإيرانية، وينتمي كل منهما إلى الطائفة الشيعية في بلده، معتبرا إياها أغلبية سكانية، ومن ثم يتصرف باعتباره ممثلا للأغلبية، وهما معا طرفان قويان حاليا في مؤسسات السلطة! وكلاهما يجد مرجعيته الدينية والسياسية في إيران، لكن بينما تأسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في حضن المؤسسة الدينية والاستخباراتية الإيرانية، وفوق أراضي إيران، فإن "حزب الله" تأسس في لبنان وبسواعد لبنانية أساساً، لكنه لم يختلف عن "المجلس الأعلى" في ارتهانه لمصالح السياسة الإيرانية. وفيما لا يزال "حزب الله" يتحرك بوقود المال الإيراني حصرا، فقد وجد "المجلس الأعلى" في موارد الدولة العراقية كفايته المالية، لكن دون أن يمتلك قراره المستقل بعيداً عن المزاج الإيراني! هكذا إذن نجد فصيلين سياسيين مهمين، في بلدين عربيين مهمين أيضاً، أسيري خيارات خارجية لا تأخذ مصالح الوطن والأمة في اعتبارها غالباً! وائل زيدان- بغداد