مازالت إسرائيل حتى لحظة كتابة هذا المقال، تحافظ على حربها الحالية داخل إطار الأراضي اللبنانية، حيث تعيث آلتها الحربية فسادا في الجسم اللبناني، ماديا وبشريا... لكن من قال إنها ستستمر بهذا الانضباط؟ إن صمتها التام حول النطاق الجغرافي للحرب والأهداف النهائية من ورائها والأطراف المستهدفة بها تحديداً... يثير الحيرة لدى الساسة والمحللين السياسيين النبيهين، إذ يبدو من المحتمل تماماً أنها بصدد اختبار الموقف أو رد الفعل العربي على ما تقوم به في لبنان، حتى تقرر ما إذا كانت ستوسع الحرب لتشمل في هذه المرحلة بلدا آخر مثل سوريا مثلا أو غيرها. لذلك أتفق تماماً مع الدكتور محمد السيد سعيد حين يقول ذلك المعنى في مقاله "هل يتحول العدوان الإسرائيلي إلى حرب شاملة؟"، والمنشور على هذه الصفحات يوم الأربعاء 19 يوليو الجاري. يقول الكاتب إن "إمكانية تحويل العدوان الراهن إلى حرب زاحفة شاملة، يتوقف إلى حد بعيد على استجابة العرب لهذا التحدي، وخاصة فيما يتعلق بالاستجابة العسكرية". ولعل ذلك مما يدفع إلى الاعتقاد بأن الحرب الحالية لن تتوقف داخل حدود لبنان فحسب، وإنما اعتباراً لردود الفعل العربية خلال الأيام الأخيرة، يمكن أن نتوقع أن تنطلق إسرائيل بحربها نحو مديات ومساحات عربية أوسع، خاصة أن الدولة العبرية التي أدمنت امتهان "الكرامة العربية"، وطالما عربدت على الصمت العربي، وجدت في الصمت الدولي هذه المرة، إن لم نقل التواطؤ العالمي، ظرفاً يشجعها إلى أبعد حد على مزيد من العبث والتدمير وأعمال العدوان! أحمد بوزيان- الجزائر