دعوة لإنهاء العدوان على لبنان.. وأخرى لإقامة نظام إنذار في إندونيسيا الأزمة الإنسانية القائمة بسبب الحرب الإسرائيلية على لبنان، وحصيلة مؤتمر قمة مجموعة الثماني الكبار، وضرورة إقامة نظام تحذير دولي من عودة تسونامي جديد في المحيط الهندي... مواضيع نعرض لها ضمن قراءة سريعة لبعض الصحف الدولية. * "على العالم أن يساعد اللاجئين": هكذا عنونت صحيفة "تورونتو ستار" الكندية افتتاحيتها لعدد يوم الأربعاء، والتي أفردتها للحديث عن الأزمة الإنسانية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على لبنان، والذي "حوّل العديد من المدنيين اللبنانيين إلى لاجئين في بلادهم"، محذرة من أن الحصار البحري الإسرائيلي على الموانئ اللبنانية قد يؤدي في القريب العاجل إلى حدوث أزمة إنسانية بسبب بدء نفاد الطعام والأدوية وأمور أخرى من ضروريات الحياة، معتبرة أن الأوضاع في الجنوب اللبناني أكثر مأساوية، حيث العديد من الناس عالقون هناك، بمن فيهم فتاتان كنديتان. ولحل هذه الأزمة، ترى الصحيفة أنه يتعين على قادة العالم، ومنهم رئيس الوزراء الكندي ستيفان هاربار، مواصلة "الضغط" على بيروت ودمشق، وذلك من أجل نزع سلاح "حزب الله"، داعية في الوقت نفسه إلى ضرورة توفير المساعدات الإنسانية عندما تخف حدة الاقتتال. كما دعت الصحيفة إسرائيل إلى فتح "ممر إنساني" آمن حتى يتسنى للمدنيين التوجه إلى الشمال، ووقف القصف لتمكين المدنيين العالقين في الجنوب من الوصول إلى الممر المذكور، معتبرة أن من شأن هذه "اللفتة الإنسانية" مساعدة إسرائيل على إثبات أنها لا تستهدف اللبنانيين المدنيين. ودعت الحكومة الكندية إلى إرسال المساعدات الإنسانية منذ الآن، و"ألا تنتظر حتى تتفاقم الأزمة"، مختتمة الافتتاحية بالدعوة مرة أخرى إلى ضرورة أن تواصل أوتاوا الضغط على سوريا ولبنان من أجل نزع سلاح "حزب الله"، مشددة على مسؤولية كندا في إجلاء رعاياها وبذل قصارى جهدها في سبيل المدنيين اللبنانيين. * كبار العالم: خصصت صحيفة "ذا موسكو تايمز" الروسية افتتاحية عددها الصادر يوم الأربعاء الماضي للتعليق على ما خرج به مؤتمر قمة مجموعة الدول الثماني الكبار، والذي استضافته روسيا في الأيام الأخيرة، من نتائج وقرارات، حيث رأت أن قمة سانت بترسبورج لم تشهد تحقيق أي اختراقات كبيرة، مضيفة أن المحادثات حول أمن الطاقة، والتي تحظى بأهمية خاصة من قبل روسيا، لم تُفض إلى شيء يذكر، بل احتلت تلك المحادثات مرتبة متأخرة خلف الأزمات الدولية؛ من قبيل الحرب الإسرائيلية على لبنان وقطاع غزة. وبدلاً من أن تمثل خطوة أخيرة في تحول مجموعة السبعة إلى مجموعة ثمانية، تقول الصحيفة، انتهت القمة وهي تبدو كعودة إلى "مجموعة السبعة + روسيا"؛ وذهبت إلى القول إنه في حال استمرت اجتماعات مجموعة الثمانية في مواجهة إدارة المصاعب نفسها، وبالتالي تقليل فرص خروج مؤتمراتها بنتائج ملموسة، فإن ذلك قد يدفع بعض القادة إلى التفكير حول ما إن كان عليهم أن يشاركوا في اجتماعاتها مستقبلاً. وبعد أن ذكرت الصحيفة بخلفية انضمام روسيا إلى المجموعة في أواخر التسعينيات، كنوع من المكافأة على توسع "الناتو"، قللت من شأن الدعوات الحالية إلى إخراج روسيا من نادي الدول الصناعية الكبرى والاكتفاء بسبعة أعضاء، مستبعدة احتمال حدوث ذلك، إذ أشارت إلى أن ثمة مزيدا من الضغوط الرامية إلى توسيع المجموعة وضم بلدان نامية كبيرة مثل الصين والبرازيل إليها. * المحادثات الخماسية: أفردت صحيفة "ذا تايمز" الكورية الجنوبية افتتاحية عدد يوم الأربعاء للحديث عن الدور الدبلوماسي الذي يمكن لسيول أن تلعبه في التوتر القائم بين كوريا الشمالية والمجتمع الدولي، وذلك في أفق المحادثات الخماسية –وهو اجتماع يضم خمس قوى إقليمية- الرامية إلى تخفيف حدة التصعيد بالمنطقة بعد رفض بيونج يانج قرار الأمم المتحدة الذي يدعوها إلى ضبط النفس. وأوضحت الصحيفة أنه في حال انعقاد هذه المحادثات، فمن المرتقب أن تركز واشنطن وطوكيو على تكريس العقوبات والضغوط، في حين ينتظر أن تسعى بكين وموسكو إلى الإقناع والتحفيز. أما سيول -تقول الصحيفة- فهي في حيرة من أمرها، معتبرة أن "الوقت قد حان لتكون كوريا الجنوبية أكثر تصميما". الصحيفة أشارت إلى وجود انقسام في سيول بين مؤيد ومعارض للمشاركة في المحادثات الخماسية، غير أنها رجحت أن يكون موقف كوريا الجنوبية من هذه المحادثات "سلبيا" في الأخير، معتبرة إياها "نوعاً من المؤامرة" الرامية إلى الضغط على نظام بيونج يانج. بيد أن الصحيفة شددت على أهمية أن تشارك سيول في هذه المحادثات "حتى لا تترك مسألة أزمة الصواريخ كلياً بين أيد أخرى"، وعلى اعتبار أن سيول قادرة على المساهمة في تخفيف مستوى العقوبات الإضافية، ومواصلة حث بيونج يانج على العودة إلى طاولة المفاوضات. كما شددت أيضاً على ضرورة أن تصعد كوريا الجنوبية إلى الساحة الدولية، وتحاول أخذ المبادرة متى أتيح لها ذلك. * تسونامي إندونيسيا: خصصت صحيفة "كانبيرا تايمز" افتتاحية عدد يوم الخميس للحديث عما خلفه الزلزال الذي ضرب جنوب جزيرة جاوا الإندونيسية ليلة الاثنين والتسونامي الذي أعقبه من خسائر بشرية ومادية، وهو ما أسفر عن مقتل 530 شخصاً على الأقل وتشريد الآلاف، معتبرة أن المأساة كبيرة، شأنها في ذلك شأن دعوة إندونيسيا والعالم لأستراليا من أجل مد يد المساعدة لهذا البلد المنكوب. ورأت الصحيفة أنه من المهم أن تعمل أستراليا والبلدان الأخرى، التي قدمت مساعدات "هامة" عقب التسونامي الآسيوي الأول، على تحويل بعض من تلك المساعدات التي تم التعهد بها لإعادة إعمار المناطق المنكوبة، إضافة إلى المساهمة في جهود الإغاثة الطارئة. كما شددت الصحيفة على ضرورة تحسين أنظمة الإنذار المبكر من أجل "تخطيط فوري أمثل" قبل وقوع الكوارث. وفي هذا السياق، اعتبرت أن ارتفاع أنشطة الزلازل في المنطقة وحجم الدمار الذي تخلفه، قد يقنع بضرورة تكثيف الجهود الدولية من أجل إقامة نظام إنذار دولي حول المحيط الهندي، على شاكلة ذلك المقام في المحيط الهادئ، وهو الأمر الذي تستطيع أستراليا –كما تقول الصحيفة- أن تضطلع فيه بدور طلائعي. إلا أنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن مهمة بحجم أهمية ربط أنظمة الإنذار المبكر بوسائل اتصالات فعالة، يتطلب إنجازها وقتاً ليس بالقصير. إعداد: محمد وقيف