مطلوب موقف دولي في الشرق الأوسط... وبوادر "كارت أحمر" لشيراك غطت الصحافة البريطانية الصادرة هذا الأسبوع, عدة قضايا دولية وإقليمية ومحلية, اخترنا من بينها ما تعلق بالحرب الإسرائيلية الجارية الآن في لبنان, وتطرقت أيضاً لأمرين أولهما الأزمة التي يمر بها الرئيس الفرنسي جاك شيراك، والاستخدام العلمي لحق النقض "الفيتو" من قبل الرئيس الأميركي جورج بوش ضد تمويل بحوث الخلايا الجذعية. ضوء أميركي أخضر! "أكدت مصادر بريطانية وأوروبية وإسرائيلية إمهال الولايات المتحدة الأميركية إسرائيل أسبوعاً كاملاً كي تلحق أقصى ضرر ممكن بالقدرات العسكرية لحزب الله, قبل أن تستجيب واشنطن لنداءات المجتمع الدولي, الداعية لإعلان وقف فوري لإطلاق النار بين الجانبين". جاء ذلك في افتتاحية "الجارديان" يوم أمس الأربعاء التي أشارت إلى أن أميركا تمكنت بفعل الدعم المقدم لها من بريطانيا داخل اجتماع مجلس الأمن الدولي الأخير, من إحباط الجهود العالمية الرامية إلى الوقف الفوري للقتال في لبنان، واستطاعت أن تعرقل المبادرة ذاتها التي كان قد أطلقها وزراء الخارجية الأوروبيون أثناء قمة الثماني بسان بطرسبرج واجتماعهم الأخير في بروكسل. وفي معرض التعليق على هذا الموقف الأميركي, قال مسؤول رفيع المستوى يوم أمس, إنه من الواضح أن واشنطن قد منحت إسرائيل ضوءاً أخضر للمضي قدماً في حربها ودمارها للبنان. وفي المنحى ذاته علق عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين حول مغزى تحديد جدول زمني واضح لاستمرار هذه العمليات من جانب الولايات المتحدة الأميركية. وأرجح الظن أن تكون هذه المدة الزمنية قد حددت, مخافة أن تستمر الحرب لأكثر مما يجب, فتفلت تماماً عن السيطرة بعد ذلك. الفعل الجماعي الدولي هو الحل ولكن من جانبها كانت صحيفة "أوبزرفور" قد نشرت في عددها الصادر بتاريخ الأحد الماضي، مقالاً افتتاحياً قالت فيه إنه لا أحد يستطيع أن ينكر على إسرائيل ردها العسكري على اختطاف اثنين من جنودها من قبل مقاتلي "حزب الله". كما لا يستطيع أحد أن يسلبها مشروعية ردها على الهجمات الصاروخية التي يتعرض لها مواطنو مدنها الشمالية, مع العلم أن تلك الغارات يشنها "حزب الله" على المدنيين الإسرائيليين، من قواعده العسكرية في جنوب لبنان. ولكن المأساة –على حد قول الصحيفة- أن تصدي إسرائيل لهجمات حزب الله هذه, أظهر تجاهلاً ملحوظاً من قبل تل أبيب لأرواح وحياة المدنيين اللبنانيين العزل, الذين يسقطون يومياً ضحايا لتلك الغارات بالعشرات. وقالت الصحيفة إن هذا التجاهل لحياة المدنيين إنما يصب مباشرة في صالح القوى المحلية والإقليمية ذات المصلحة في استثمار كل ما من شأنه تصعيد الحرب ضد التحالف الإسرائيلي الأميركي في المنطقة. وأشارت الصحيفة في هذا تحديداً إلى كل من "حزب الله" وحركة "حماس", إلى جانب النظامين الإيراني والسوري, وحركة التمرد والتشدد الأصولي عموماً. ومن رأي الصحيفة أن السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة وتسوية النزاعات الشرق أوسطية, هو تضافر جهود المجتمع الدولي وتسليطها على تنفيذ القرار الدولي القاضي بنزع سلاح "حزب الله" ونشر القوات الحكومية اللبنانية في الشريط الحدودي الجنوبي من البلاد, إلى جانب التصدي لمعضلة النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني الطويل الأمد. "الكرت الأحمر" لشيراك! ذلك هو عنوان المقال الافتتاحي للعدد الأخير من مجلة "ذي إكونوميست"، الذي رأت خلاله أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك, قد أهدر كل تلك السنوات الإحدى عشرة التي أمضاها في منصبه الرئاسي. فعلى الرغم من قوله إنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيخوض معركة ترشيح جديد للمنصب نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة المتوقع إجراؤها في وقت مبكر من مطالع العام المقبل 2007, إلا أن أملاً كهذا يبدو مستحيلاً تحقيقه في ظل معطيات الأداء الراهن لحكومته. وذكرت الصحيفة ثلاثة أسباب في مقالها المذكور, ضمن تفسيرها لهذه الاستحالة. أولها أنها حكومة عاجزة ومشلولة تماماً. وثانيهما أن وزير داخليتها دومنيك دو فليبان يعد شخصية بغيضة ومكروهة في نظر قطاع عريض من المواطنين. وثالثها أن الفرنسيين نالوا نصيبهم من المعاناة في ظل حكومة شيراك. ومن رأي الصحيفة أن طرد اللاعب الفرنسي زين الدين زيدان من مباراة فرنسا-إيطاليا في كأس العالم الأخير, مع العلم أنها المباراة التي تفوقت فيها إيطاليا على فرنسا بضربة جزاء, كان بمثابة رمز عام لحالة العجز والخيبة التي تعانيها فرنسا الآن في كل شيء تقريباً. ولكن المهم أن من يستحق إشهار "الكرت الأحمر" في وجهه ليس هو اللاعب زين الدين زيدان, وإنما قبله فخامة الرئيس جاك شيراك! "فيتو" بوش وفي عدد "الإندبندنت" يوم أمس الأربعاء، نشرت الصحيفة افتتاحية عن الجدل الدائر في الولايات المتحدة حول بحوث الخلايا الجذعية. وحسب الصحيفة، إذا كان حق النقض "الفيتو" قد ارتبط دائماً في أذهان الناس بالسياسة والاعتراض على قرار دولي معين, فإن "الفيتو" الرئاسي الذي يهدد به بوش هو من نوع مختلف جداً, لكونه يمثل اعتراضاً رئاسياً على تمرير مجلس الشيوخ للقرار الصادر عن مجلس النواب, القاضي بتوفير دعم مالي فيدرالي لأبحاث الخلايا الجذعية. يذكر أن مجلس "الشيوخ" كان قد أصدر قرارات حول ثلاثة قوانين منفصلة عن بعضها البعض, لعل أكثرها إثارة للجدل ذلك المتعلق بإلغاء قيد رئاسي كان قد فرضه بوش على دعم أبحاث الخلايا الجذعية فيدرالياً في عام 2001. ومنذ ذلك الوقت كان بوش قد أعلن عن موقفه المعارض تماماً لتلك الأبحاث, ما وضعه في خانة واحدة مع المحافظين الأخلاقيين والاجتماعيين, الذين بدت لهم تلك الأبحاث, بمثابة تسمية أخرى لممارسة الإجهاض تحت مسميات علمية ليس إلا. وفي المقابل يشار إلى أن الرأي العام الأميركي يميل اليوم إلى تأييد هذه الأبحاث بفارق 2 إلى 1 في استطلاعات الرأي العام التي أجريت خلال السنوات الثلاث الماضية. إعداد: عبد الجبار عبد الله Classifications Comments and Actions Present in Collection Proofed. Originally received in RAPIDBrowser on Wed 19 Jul 2006 15:42 GST This item was derived from: ملامح الصحافة البريطانية/ ص3/ الخميس 20 يوليو