تحت عنوان "متى أخطأت المملكة في حق السعودية؟"، نشرت "وجهات نظر" يوم أمس مقالاً لجمال خاشقجي، وفي رأيي أننا نحن العرب دائماً ما نتحدث في الشؤون السياسية بطريقة المنجمين، وعلى خلفية ألف ليلة وليلة، وقصص شهرزاد لشهريار. ولكن لم تعد تلك السياسة تنفع ولا تشفع الآن، ولا تمنع سقوط قذيفة اسرائيلية، ولا حتى تمنع اجتياح جيوش إسرائيل للبنان. مضى هذا الزمن الشاعري وجاء زمن حزب "كاديما" وزمن "أولمرت". جاءت أيام الغضب على النائمين والصامتين ومنتظري المعجزات التي تطيح بإسرائيل من على الأرض. ولكن أليس من الأفضل بدلاً من الانتظار أن نعيد هيكلة السياسة الخارجية للدول العربية مجتمعة، ونعيد بناء أصول الحكم وشؤون إدارة البلاد من خلال الجامعة العربية؟ أليس من الأفضل أن ننشر فكر العرب في صفحة واحدة أمام العالم، ونركز على علاقة الدول العربية مع إسرائيل وآليات مواجهتها؟ أليس من الأكرم لنا أن نصارح أبناءنا بما فعله الزمن فينا وبنا وما فعله الغرب في بلادنا؟ إسرائيل تلعب لعبة الحرب والسلام باتقان، وجعلت بوش يعزز موقفها ويبرر هجومها وعدوانها الأخير على لبنان ؟ هل لنا نصير وقرار مثل بوش؟ الاجابة صعبة ولكن الخطأ خطؤنا والذنب يقع علينا. محمد عبد السميع مراد - القاهرة