أول من أمس الاثنين سعى قادة دول الثماني الصناعية في ختام قمة سان بطرسبرج إلى تنشيط محادثات التجارة الدولية الرامية إلى تخفيض التعرفة الجمركية وتسهيل بيع منتوجات الدول في أسواق باتت محمية اليوم، حيث تم اختتام فعاليات القمة، التي تواصلت على مدى ثلاثة أيام، بجلسة ضمت أيضا خمسا من أكبر الدول النامية في العالم، وهي الصين والهند والبرازيل والمكسيك وجنوب إفريقيا. وقد شكل الاجتماع فرصة لإجراء مناقشة متوازنة حول تعثر المفاوضات التجارية، في وقت أدت المصالح الصناعية والزراعية في مناطق مختلفة من العالم إلى انقسام ثلاثي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبلدان النامية. ومما تجدر الإشارة إليه أن إحراز أي تقدم على هذا المستوى رهين بالدرجة التي ستخفض بها حكومة الولايات المتحدة مساعداتها للقطاع الزراعي، والدرجة التي سيخفض بها الاتحاد الأوروبي التعرفة الجمركية التي يفرضها على الواردات الزراعية، إضافة إلى الدرجة التي ستخفض بها دول العالم النامي العراقيل التي تضعها أمام واردات الصناعة والخدمات. ويذكر أن آخر جهود كانت تروم استكمال ما يسمى بجولة الدوحة لمفاوضات التجارة، التي بدأت قبل خمس سنوات في العاصمة القطرية الدوحة وسميت المفاوضات نسبة إليها، انهارت قبل أسبوعين. ونتيجة لذلك، دعا قادة مجموعة الثماني المجتمعين –الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا واليابان- المفاوضين في بيان صدر يوم الأحد إلى المحاولة من جديد، آملين في تحقيق اختراق بخصوص المحادثات بين أعضاء "منظمة التجارة العالمية" في غضون شهر وإبرام اتفاق بحلول نهاية العام. ومما جاء في البيان "إنها فرصة تاريخية لتحقيق نمو اقتصادي، وخلق فرص للتنمية ورفع مستوى المعيشة عبر العالم"، مضيفا "إننا نناشد جميع الأطراف أن تعمل بما يقتضيه الأمر من استعجال بغية إنهاء الجولة بحلول نهاية 2006، وذلك تعزيزا لنظام تجاري متعدد الأطراف، ونهوضا بالاقتصاد العالمي". وهكذا، حاول قادة دول مجموعة الثماني وضيوفهم يوم الاثنين خلق زخم سياسي تحقيقا لهذه الأهداف. وفي هذا السياق، قال الرئيس جورج بوش، متحدثا مع الرئيس البرازيلي لويس إينياسيو لولا داسيلفا خلال جلسة لالتقاط الصور، "إننا ملتزمون بجولة دوحة ناجحة". ومن جانبه، رحب لولا بقرار مجموعة الثماني إيلاء مفاوضات التجارة الاهتمام اللازم قائلاً "لقد حان الوقت بالنسبة لنا كي نتخذ قرارا سياسيا"، مضيفا "لقد قام المفاوضون بعمل جبار، ولكن يبدو لي اليوم أنه لم تعد لهم أي أوراق مخفية في جيوبهم. فنحن من علينا اليوم أن نخرج الأوراق من جيوبنا". وفي وقت لاحق، أشار بعض من قادة مجموعة الثماني إلى أن محادثات اليوم تؤشر على إرادة سياسية تحدو المجتمعين لكسر الباب المسدود. وفي هذا الإطار، قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير "لقد كنت متشائماً نوعاً ما قبل حديثنا خلال وجبة الغداء، ولكنني الآن أقل تشاؤماً". ومن جهته، عبر مستضيف القمة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مؤتمر صحافي ختامي، عن رضاه عن نتائج الاجتماع قائلاً "لقد تم تحقيق جميع الأهداف التي حددناها لأنفسنا، إذ لم يكن ثمة موضوع واحد لم نستطع الاتفاق بشأنه". ديفيد هولي وجيمس غورستينزانغ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مراسلا لوس أنجلوس تايمز في مدينة ستريلنا الروسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ينشر بترتيب خاص مع خدمة "لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست"