روسيا ليست "دولة صناعية"... ومقاربة جديدة تجاه كوريا الشمالية هل روسيا جديرة بعضوية مجموعة الدول الصناعية الكبرى؟ وكيف يمكن التعامل مع كوريا الشمالية؟ وهل خطف المقاومة الفلسطينية واللبنانية ذريعة لإسرائيل وأميركا لمهاجمة إيران؟ وماذا عن موقف الكوريين الجنوبيين تجاه تدشين منطقة تجارة حرة مع الولايات المتحدة؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. "قمة مسلوبة القوة" هكذا عنون "إليكسي باير" مقاله، يوم أمس الاثنين، في "ذي موسكو تايمز" الروسية مشيراً إلى أن ثمة تساؤلاً سبق قمة مجموعة الثماني الصناعية التي التأمت في مدينة سان بطرسبرج الروسية خلال الفترة من 15 إلى 17 يوليو الجاري، مؤداه: هل تتمتع روسيا بالحرية الكافية التي تجعلها جديرة بالحصول على موطئ قدم بين الدول الصناعية الديمقراطية الكبرى؟ الكاتب، وهو خبير اقتصادي من أصل روسي يعيش في الولايات المتحدة، يرى أن هذا التساؤل مهم داخل روسيا، رغم محاولات الإعلام الرسمي هناك إثبات أن البلاد قطعت شوطاً كبيراً على طريق الحرية، لكن ما جرى قبيل القمة من حديث حول الديمقراطية والمعارضة في روسيا، يذكرنا بحقبة بريجينيف، التي كان يتم خلالها الإفراج قبيل لقاءات المسؤولين الروس بالمسؤولين الأميركيين، عن بعض المعتقلين والسماح لبعض اليهود بالهجرة. وإذا كان الرئيس بوتين أشار مطلع الشهر الجاري إلى أن المعارضة السياسية مهمة في بلاده، فإن الطريق الوحيد لوجود هكذا معارضة هو أن تقوم الحكومة الرسمية بتوفير الدعم لأحد أطياف هذه المعارضة. غير أن روسيا لن تكون لها مصلحة في التعامل مع مجموعة الدول الصناعية الكبرى، بسبب لا يتعلق بمستوى الحرية في روسيا، بل لمستوى الصناعة فيها، فروسيا ليست واحدة من الاقتصادات الرائدة في العالم، وترتيبها يصل بالكاد إلى رقم 11 في قائمة أكبر الاقتصادات العالمية، مما يعني أن الصين والبرازيل ، وهما تتمتعان باقتصاد أقوى من روسيا جديرتان أكثر من روسيا بالحصول على عضوية مجموعة الثماني. روسيا ليست دولة صناعية، بل هي دولة منتجة للنفط، واقتصادها يشبه الاقتصاد الفنزويلي أكثر مما يشبه الاقتصاد الياباني أو البريطاني أو النرويجي. "تريبل آي": ضمن مقاله المنشور يوم أمس الاثنين في "جابان تايمز" اليابانية، وتحت عنوان "حان الوقت لمقاربة جديدة مع بيونج يانج"، توصل "ريتشارد هاليرون" إلى اقتراح للتعامل مع كوريا الشمالية، يتمثل في استراتيجية "تريبل آي"، التجاهل والعزلة والانفجار الداخلي، وهي كلمات مرادفاتها بالانجليزية تبدأ بحرف I . الفرضية التي تستند إليها هذه المقاربة تتمثل في أن الرئيس الكوري الشمالي متمسك بعدم التخلي عن أسلحته النووية وصواريخه ما لم تسحب الولايات المتحدة قواتها من كوريا الجنوبية واليابان ومنطقة غرب المحيط الهادئ والخروج من معاهداتها الأمنية مع سيئول وطوكيو وأن تتعهد واشنطن بألا تهاجم بيونج يانج بحراً أو جواً. رد غير مناسب ووحشي: خصصت "ليندا ماكويج" مقالها المنشور يوم الأحد الماضي في "تورنتو ستار" الكندية لرصد أصداء التصعيد العسكري على الجبهة الإسرائيلية- اللبنانية. فتحت عنوان "الهجوم الوحشي وغير المناسب على لبنان يبدو وكأنه ذريعة لمواجهة إيران"، أشارت الكاتبة إلى أنه بمجرد أن أمطرت آلة الحرب الإسرائيلية لبنان، والمحللين في الغرب لم يترددوا لحظة في توجيه اللوم إلى إيران، وضمن هذا الإطار رأى أحد المحللين أن "إيران وحلفاءها الراديكاليين يدفعون في اتجاه الحرب"، فيما أشار آخر إلى أن "طهران رفضت العرض الغربي الخاص بتسوية أزمة برنامجها النووي". وحسب الكاتبة، لم يرفض الإيرانيون العرض الغربي، بل أعلنوا أنهم سيردون عليه يوم 22 أغسطس، لكن هذا الموعد لا يرضي واشنطن التي اعتبرت العرض أكثر من أداة لتحذير إيران. لكن هل حقاً أن إيران تدفع الأمور إلى الحرب؟ وهل ترغب طهران في خوض حرب ضد أميركا وإسرائيل البلدين اللذين يمتلكان سلاحاً نوويا في حين أن طهران لا تملك أية أسلحة نووية.؟ أميركا وإسرائيل متحمستان لشن حرب ضد إيران، وهناك كثير من التقارير الصحفية الأميركية التي رصدت خططاً للهجوم على إيران، بينما تنظر إسرائيل إلى إيران على أنها "مصدر تهديد، ولا بد من الحيلولة دون تطويرها أسلحة نووية"، غير أن تل أبيب وواشنطن لا ترغبان في وضع نفسيهما موضع المعتدي، بل تصران على أن نواياهما تجاه طهران دفاعية محضة، وذلك على طريقة الغزو الأميركي للعراق، الذي نظرت إليه واشنطن على أنه دفاعي كونها حاولت من خلاله حماية نفسها من ترسانة أسلحة الدمار الشامل العراقية التي لم يتم العثور عليها حتى الآن. وبما أن "حزب الله" له علاقات قوية بإيران، فإن قيام الحزب باختطاف جنديين إسرائيليين شكل فرصة سانحة أمام الأميركيين والإسرائيليين يثبتان من خلالها بالدليل القاطع أن طهران تسعى إلى الدخول في مواجهة ضدهما. لكن هذه الرؤية تثير تساؤلاً مؤداه: هل لدى الفلسطينيين وميليشيا "حزب الله" أسبابهم الخاصة للتصعيد مع إسرائيل؟ الإجابة نعم لأن الفلسطينيين يعانون منذ أربعة عقود من الاحتلال الإسرائيلي، ناهيك عن محاولات تل أبيب تدمير حكومة "حماس" المنتخبة ديمقراطياً. كما أن "حزب الله" خطف الجنديين الإسرائيليين لمساعدة الفلسطينيين ولمبادلة أسرى الحزب، خاصة وأن ثمة عملية مبادلة تمت بين الطرفين عام 2004. وإذا كانت إسرائيل تنظر إلى عملياتها العسكرية ضد لبنان بأنها "دفاع عن النفس"، فإن أعمالها وحشية وغير مناسبة. وإذا كانت أميركا وإسرائيل تبحثان عن ذريعة للهجوم على إيران، فإن خطف الجنود الإسرائيليين واحد من أفضل الذرائع. مخاوف من منطقة التجارة الحرة مع أميركا: في افتتاحيتها ليوم السبت الماضي، وتحت عنوان "محادثات منطقة التجارة الحرة تحت الحصار"، رأت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية أن كوريا الجنوبية أنهت الأسبوع الماضي الجولة الثانية من مفاوضات تدشين منطقة تجارة حرة مع الولايات المتحدة، لكن لا تزال هذه المنطقة لا تحظى بقبول لدى عامة الكوريين الجنوبيين.، وهو ما دللت عليه التظاهرات العارمة التي شارك فيها 28 ألف كوري جنوبي للتنديد بالاتفاقية المقترحة لتدشين هذه المنطقة. اللافت أن المعارضين لا ينتمون فقط إلى اتحادات العمال أو المزارعين، بل ينتمون إلى فئات أخرى، فحسب استطلاع للرأي أجري حول الموضوع، يرى 52% من المشاركين في الاستطلاع أن بلادهم ستخسر بسبب هذه المنطقة ستخسر أكثر مما ستكسب منها، بينما يرى 27% فقط من المشاركين أن مكاسبهم من المنطقة ستكون أكثر من خسائرهم. الصحفية ألقت باللوم على إدارة الرئيس الكوري الجنوبي "رو مو هيان" التي لم تعد الكوريين جيداً لقبول منطقة تجارة حرة مع الولايات المتحدة، فهذه الإدارة فشلت في إقناع الكوريين بأن هذه المنطقة ستسهل من دخول المنتجات الكورية الجنوبية إلى السوق الأميركي وستعزز الصناعة الكورية وتجعلها أكثر تنافسية. الصحيفة طالبت بإجراء حوار عقلاني حول هذه المسألة، بدلاً من اللجوء إلى التظاهرات العنيفة في الشوارع، خاصة وأن الجمعية الوطنية لم تقل كلمتها النهائية في الموضوع. إعداد: طه حسيب