أعتقد أن ما تجاهله الكاتب يوسف إبراهيم في مقاله: "الحرب في لبنان... بعد غزة"، هو أن إسرائيل تعتدي في كلتا الجبهتين وتقتل الأبرياء وتدمر المؤسسات والبنيات التحتية دون حسيب أو رقيب من مجتمع دولي ولا من قوى عظمى. والعجيب أن الكاتب قال في نهاية مقاله إنه سيكون صعباً عليه للغاية اعتبار ما يحصل "انتصاراً عربياً"، وهو حر طبعاً في الكيفية التي يريد رؤية الأحداث بها، ولكن هل من السهل عليه اعتبار ما يحدث انتصاراً إسرائيلياً. أعتقد أن ذلك سيكون صعباً أيضاً لأن الجيش الإسرائيلي تلقى ضربات موجعة ومخزية رغم كونه أقوى جيش في المنطقة، حيث سيق جنوده أسرى، ودمرت دباباته وضربت بارجته الحربية باعترافه. إن وجه الشبه بين ما يحدث في غزة وما يحدث في لبنان هو أن هنالك قوة رعناء مصابة بجنون العظمة هي إسرائيل تعربد كيفما شاءت، وكأن المجتمع الدولي غير موجود، وكأن الأمم المتحدة كذلك. ولكن لو كان اعتداء سافر كهذا في أي مكان آخر من العالم لاجتمع مجلس الأمن على وجه السرعة، وتحت البند السابع، ولتدخل بأقوى قوة ممكنة. لقد فقدنا كمواطنين عرب الكثير من الثقة في المجتمع الدولي نتيجة مثل هذه الازدواجية المقيتة التي نراها بعيوننا، والتي تجعل ذلك الكيان العدواني فوق القانون الدولي نفسه. عادل محمود – الشارقة