غريب أمر المشهد السياسي في الشرق الأوسط، فمن تفجيرات العراق وما تحمله من إرهاب أسود، تتناثر الآن شظايا المواجهة الإسرائيلية- اللبنانية لتضع المنطقة أمام مرحلة جديدة. قواعد "اللعبة" تغيرت، وتتمثل في أن ميليشيا "حزب الله" تضع المنطقة الآن أمام حرب بين جيش إسرائيلي مدجج بالسلاح وبين لبنان البلد الذي لا يزال يعاني من توترات داخلية، لم يتعاف منها حتى اللحظة، ولا يمتلك قدرات دفاعية قوية. زمن المواجهات العسكرية بين الجيوش النظامية انتهى، وأصبحت منطقة الشرق الأوسط مسرحاً لميلشيات مسلحة لها أجندة عابرة للحدود، والأمر ينطبق على الحالتين العراقية واللبنانية. الاستقرار في الشرق الأوسط لن يكون أمراً واقعاً قبل أن تسترد الدولة هيبتها في لبنان والعراق، ولا وقت أمام حكومتي بغداد وبيروت تضيعانه للإمساك بالأمور قبل أن ينزلق العراقيون واللبنانيون في أتون مواجهة لا قبل لهم بها، أو أن يتحول العراق ولبنان إلى ساحة لتصفية حسابات لا يدفع ثمنها سوى سكان بلاد الرافدين وسكان بلاد الأرز. عزيز يونس- الشارقة