أين هي الأمم المتحدة مما يجري في الشرق الأوسط؟ تساؤل محير يبحث عن إجابة في زمن الأحادية القطبية. منازل تُهدم فوق رؤوس ساكنيها، تقتل الأب والأم وأطفالهما. طرق وجسور ومطارات تدمر. وطائرات حربية تنشر الخوف والدمار. كل ذلك يجري تحت نظر ومسمع "المجتمع الدولي" والمنظمة الدولية التي يفترض أنها تنتصر للسلام، وتحول دون اندلاع الحروب، ناهيك عن الاعتداءات. ولكن الأسرة الدولية لا تقدم ردود فعل بحجم التدهور الحاصل في الشرق الأوسط. الاعتداءات الإسرائيلية متواصلة منذ أن قام "حزب الله" بأسر جنديين تابعين لقوات الاحتلال، الذي ما فتئت آلته العسكرية تعيث فساداً في لبنان، وقبله في قطاع غزة، بدعوى "الدفاع عن النفس". الأنكى، أن زعماء دول تتبجح بأنها تنتسب إلى العالم الحر الذي يتبنى حقوق الإنسان تغض الطرف عن الفظاعات التي ترتكبها إسرائيل بحق اللبنانيين والفلسطينيين، بل إنهم يمضون إلى حد تكرار "أسطوانة" باتت معروفة ومشروخة بما فيه الكفاية، وتتمثل في أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها" ومعارضة قرارات تدين ما يرتكب من جرائم في لبنان وفلسطين. لكن هل نسي هؤلاء حميتهم وسخونة دمائهم حين كانوا يتكلمون عن دارفور؟ هل إراقة الدماء مسموحة في لبنان وفلسطين ولكنها خط أحمر في دارفور؟ المشكلة أن ازدواجية المعايير هذه يدفع ثمنها الأبرياء من دمائهم وأرواحهم. والمشكلة الثانية أن حالة الاستثناء التي تشعر بها إسرائيل من الالتزام بنصوص القانون الدولي هي التي تدفعها إلى اقتراف المزيد من الإرهاب والظلم والطغيان في المنطقة. والمطلوب الآن هو أن تقوم الدول الكبرى بالضغط على هذا الكيان ليوقف إرهابه وإبادته الجماعية وجرائمه التي يعاقب عليها القانون الدولي والإنساني. هذا إن كانت تلك الدول تريد أن تبقى لها ذرة من المصداقية الأخلاقية في نظر شعوب العالم. إبراهيم بلحمانية- المغرب