النموذج اللبناني يؤكد صحة التخوف الذي يبديه معظم العراقيين من ظاهرة انتشار ونفوذ الميليشيات، كونها ظاهرة خطيرة تهدد أمن البلد واستقراره حيث أثبت تصرف "حزب الله "في قراره الدخول في المواجهة مع إسرائيل أن ثمة مشكلات في قصر بعبدا وأن الحكومة اللبنانية في مأزق. إنه لغريب حقاً ألا يكون قرار الحرب والمواجهة، أو قرار وقف إطلاق النار، في يد الحكومة! أما أقطاب المعارضة اللبنانية أو من يطلق عليهم قوى "14 آذار" الذين يدعون إلى الوحدة ورص الصف لمجابهة العدوان فهم يستخدمون اللعبة السياسية بدهاء في تحريض "حزب الله" على المضي في المجابهة فينتظرون ذلك اليوم الذي ستنفض فيه المعركة غبارها وتحين ساعة الحساب فيقدم "حزب الله" تقريراً بحسابات الحقل والبيدر فيحلو حينئذ الكلام. إن هذه القوى المرتبطة برئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري تشعر اليوم بأن الحريري "يُقتل من جديد" من خلال التدمير الهائل الذي لحق بالبنى التحتية, بالجسور والطرق والمطارات التي ترتبط باسم الحريري وجهده وعهده. د. وديع بتي حنا- السويد