مقال رئيس وزراء صربيا فويسلاف كوستونيتشا المنشور يوم الخميس الماضي، في صفحات "وجهات نظر" يحمل في طياته رؤية أحادية الجانب تجاه استقلال إقليم كوسوفو عن التراب الصربي. في الحقيقة من الصعب تجاهل حق ألبان كوسوفو في الاستقلال، لاسيما وأن عرقيات أخرى سبقتهم في الانفصال عن يوغسلافيا السابقة، المهم ألا تتكرر مذابح البلقان، وألا يتكرر التواطؤ الإقليمي والدولي عن جرائم عنصرية جديدة تلطخ صورة أوروبا الموحدة. وإذا كان "فويسلاف" متخوفاً من "كوسوفو المستقلة"، فعليه أولاً أن يعترف بمظالم ألبان الإقليم، وعليه أيضاً أن يصب جل اهتمامه على تحقيق التنمية في بقعة طالما عانت من الحروب العرقية والتدخلات الإقليمية. صحيح أن لدى كاتب المقال حساً وطنياً واضحاً يحركه الخوف من تفتت صربيا وتشرذمها إلى دويلات صغيرة، لكن من الغريب جداً الربط بين الديمقراطية في صربيا واستقلال كوسوفو، ومن الواضح أن هذا الربط الغرض منه توجيه خطاب للغرب مفاده أن الحفاظ على كوسوفو ضمن الاتحاد الصربي شرط "ضمني" لاستمرار التحول السياسي في بلغراد، أو بالأحرى الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يرغب الغرب في تطبيقها، وهو ربط تضعف حجته أمام طموحات سكان كوسوفو في الاستقلال. إسماعيل نجيب- دبي