The Washington Quarterly روسيا وقمة الثماني قضايا عدة شملها العدد الأخير من دورية The Washington Quarterly التي تصدر كل ثلاثة شهور عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن. "فلاديمير أورلوف" -مدير "مركز الدراسات السياسية في روسيا"- و"مريم فوجيفيتش"، الأستاذة في "مركز جنيف للدراسات الأمنية"، كتبا مقالاً تحت عنوان "قمة ستريلنا وقوة روسيا"، وفيه خلصا إلى أن قمة مجموعة الدول الثماني الكبرى بستريلنا، (البلدة القريبة من سانبطرسبرج)، التي ستعقد خلال الفترة من 15 إلى 17 يوليو الجاري، ستكون بمثابة فرصة لطرح حلول لمواجهة التحديات العالمية، وفي الوقت ذاته ستكون فرصة لروسيا من خلالها تستعرض مصادر قوتها في النظام الدولي الراهن. أجندة موسكو خلال القمة ستتمحور حول قضايا مرتبطة بالقوة الروسية، كالطاقة والتعليم، وغيرهما من القضايا ذات الأبعاد العالمية كالأمن النووي ومخاطر انتشار الأسلحة النووية، والمشكلات الصحية. وثمة إجماع داخل الكريملن على أن القمة الأولى التي تستضيفها روسيا لمجموعة الثماني ورقة لابد من استخدامها جيداً لتحسين صورة روسيا على الصعيد العالمي، والاعتراف الدولي بمكانة موسكو كلاعب قوي على الساحة العالمية. وتحت عنوان "إعادة تدشين عالم أحادي"، كتب "روبرت جيفرس" و"أدلاي ستيفنسون" مقالاً، خلصاً خلاله إلى أن النظام الدولي الراهن، نظام ليس بالضرورة مثالياً، لكنه مرضٍ، وهو ما يعود جزئياً إلى أن الولايات المتحدة لعبت دوراً كبيراً في تدشين هذا النظام. وليس بمقدور أية دولة الحفاظ على الاستقرار العالمي بوسيلة أفضل من الهيمنة، وأيضاً لا توجد قوة دولية أكثر نفوذاً من أميركا، تستطيع الحفاظ على هذا النظام. ووفقاً لهذه الرؤية تعين على الولايات المتحدة أن تتبنى نهجاً محافظاً جداً على صعيد السياسة الخارجية، يضمن لها هيمنتها ونفوذها، وفي هذه الحالة يجب على واشنطن أن تكون قوة جوهرية يفرضها الأمر الواقع. الكاتبان، وهما أستاذا السياسة الدولية في جامعة كولومبيا بولاية نيويورك الأميركية، أشارا إلى أن سلوك الولايات المتحدة على صعيد السياسة الخارجية أصبح مثيراً للجدل، خاصة وأن هذه السلوك "محافظ" في إطاره العام. وضمن هذا الإطار ثمة جدل محتدم حول مزايا السياسة الخارجية الأميركية في عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، خاصة وأن أحداً لم يهتم، أو بالأحرى ينتبه بالدرجة الكافية إلى حقيقة غريبة متمثلة في أنه على الرغم من قوة الولايات المتحدة ودورها في النظام الدولي الراهن، فإنها تتصرف كما لو كانت دولة "راديكالية" تطبق سياسات ذات طابع ثوري، لا كدولة تلزم نفسها بالحفاظ على ترتيبات مناسبة للقوة المهيمنة على هذا النظام. "المعرفة": الصحراء بلا مساحيق اشتمل العدد الأخير من مجلة "المعرفة" على ملف خاص عن "الصحراء... الأرض بلا مكياج"، وضمنه دراسة تناولت أشهر صحاري العالم، يوضح كاتبها الدكتور علي الأحمدي أن الصحراء تغطي أكثر من ربع مساحة سطح الكرة الأرضية، وتشغل مساحة تقدر بنحو 45.5 مليون كيلو متر مربع، وهي في معظمها صحاري جافة أو شبه جافة أو صحاري باردة. وتتجمع الصحاري غالباً في المناطق الاستوائية بين خطي العرض 30 شمالاً و30 جنوباً. وتعد "الصحراء الكبرى" من أشهر وأكبر الصحاري الحارة في العالم، وهي تحتل الجزء الأكبر من شمال أفريقيا بمساحة تتجاوز 9 ملايين كيلومتر مربع. وتغطي الصحاري مساحة تصل 7.1 مليون كيلومتر مربع، أي 54% من مساحة أستراليا. أما صحراء أنتاركتيكا التي تصل مساحتها 14 مليون كيلو متر مربع، فهي صحراء جليدية ذات مناخ جاف. وتعد صحراء الربع الخالي أكبر صحراء رملية في العالم (650 ألف كيلو متر مربع)، وهي تحتل الثلث الجنوبي في شبه الجزيرة العربية. ويقدم الدكتور رشود الخريف "مشاهدات مثيرة من الربع الخالي" موضحاً أن تلك التسمية قديمة نسبياً، ولا تعود إلى كتابات الرحالة الغربيين، كما يعتقد البعض، بل ورد ذلك الاسم في كتابات الجغرافي شهاب الدين أحمد بن ماجد. وخلافاً للمتوقع، يقول الكاتب، "لاحظنا وفرة المياه في الربع الخالي بكميات كبيرة، خاصة الجزء الشرقي منه، إذ توجد على مقربة من السطح بعدة أمتار، وفي حالات معينة تتدفق المياه في بعض المناطق على سطح الأرض دون استخدام مضخات، بل تنطلق في الهواء لعدة أمتار بشكل فوار. أما عن الإنسان في الربع الخالي، فتذكر الدراسة أن السكان فيه ينقسمون بين مستقرين وشبه مستقرين في المدن والهجر، وهم الأغلبية، وبين الرحل الذين يقطنون الصحراء ويتنقلون من مكان إلى آخر، وهم قلة قليلة، وهناك قبائل كثيرة تقطن الربع الخالي أو في أطرافه، وتتميز كل قبيلة بتقاليدها وعاداتها المميزة لها. ويتأمل الدكتور محمد الدعمي في العلاقة بين "الرافدين وجزيرة العرب... التفاعل بين الصحراء والماء"، قائلاً إن امتداد الحوض العظيم لنهري دجلة والفرات نحو الخليج، هو المسؤول عن العديد من الظواهر التاريخية والاجتماعية والسكانية للسهل العملاق الذي نسميه العراق، لذلك فإن تاريخ هذا البلد هو في جوهره تاريخ الصراع بين الماء والصحراء، بين الاستقرار والبداوة. "فعرب الرافدين الأوائل كانوا يعانون شرخاً نفسياً بين تراث صحراوي بدوي لا يقبل أن يموت، وبين حاجز مستقر في بلاد الزهور والبساتين والجنائن المعلقة..."، من هذا المنظور قرأ علي الوردي تاريخ العراق الاجتماعي فوجده سلسلة متواصلة من الطوفانات البدوية الآتية من الصحراء، حيث تتراوح هذه الطوفانات بين القوة والضعف، بحسب قوة الدولة المركزية ورسوخها.