مثلت العملية الأخيرة التي نفذها مقاومون فلسطينيون ضد موقع عسكري إسرائيلي، والتي تم خلالها قتل ثلاثة جنود صهاينة وأسر الرابع، مصدر فرح وشعور كبير بالفرح في الشارع العربي، لكن ماذا بعد؟ الحقيقة أن الشارع في أي مكان من العالم، لا يفكر دائماً بطريقة عقلانية محسوبة، ومن ثم لا يمكن الاهتداء برغباته في قرارات خطيرة ومصيرية، كإعادة تسخين الجبهة العسكرية مع إسرائيل، لما لذلك من تداعيات وعواقب تتجاوز حدود الدعاية العنترية، وما أكثرها في خطابنا السياسي اليوم، إلى تقويض الجهود المتحققة خلال سنوات طويلة، بما في ذلك مؤسسات السلطة الفلسطينية بحسبانه النواة الأساسية لدولة المستقبل! بطبيعة الحال قد لا يعلم الشارع العربي المتحمس لسماع عمليات كهذه، أن إعادة فتح الجبهة العسكرية مع إسرائيل، لا يكلف الدولة العبرية الشيء الكثير، فهي تملك من الصواريخ الموجة ليزرياً، ومن قاذفات القنابل، والطائرات بدون طيار، ومن سلاح المدفعية المتطور... ما يغنيها عن مواجهة تقليدية مع مسلحين لا يزيد تسليحهم على بنادق آلية قديمة! فهل تملك القيادات العربية من الحكمة والصبر، إزاء شارعها، ما يؤهلها لتهذيب اندفاعته حتى لا تكون وبالاً على الجميع. جابر الشوف- الشارقة