لم يعد لأحد أن يكابر في توصيف ما يحدث في العراق بأنه مجرد عنف قادم من الخارج، أو الزعم بأن شلال الدم المتدفق في بلاد الرافدين، سيتوقف بمجرد أن تتمكن قوات الاحتلال الأميركي من قتل هذا القيادي المتمرد أو ذاك... وإنما يتأكد الاعتقاد يوماً بعد يوم بأننا أمام حرب طائفية يقتل فيها أبناء البلد بعضهم بعضاً على الهوية، وأن آلة القتل الواسع لا يمكن إيقافها إلا بنزع الفتيل المؤدي إلى التناحر الداخلي المتواصل! وفي هذا الجو المشحون، اشتكت الطائفة السنية مراراً من تعرضها لتهجير جماعي من بغداد، ولأعمال خطف منظم ضد أبنائها، واتهم قادتها بعض الميليشيا الموالية للحكومة بالوقوف وراء مجازر متكررة، وبالمسؤولية عن مئات الجثث التي يتم العثور عليها يومياً لأشخاص مجهولي الهوية... هذا إضافة إلى حرب المساجد والحسينيات التي توشك أن ترسم مرحلة اللاعودة في الاقتتال الطائفي الذي بدأ يقوض أهم أسس الوحدة الوطنية العراقية ومرتكزاتها! فما الذي يحدث في العراق إذن إن لم يكن حرباً أهلية لم يعلن عنها رسمياً؟! عدنان عمر- دبي