احتجاز الجندي الإسرائيلي هو الامتحان الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت منذ استلامه منصبه رسمياً في أبريل المنصرم. ورغم أن أولمرت لم يستلم سابقاً أي منصب قيادي في الجيش الإسرائيلي، فإن حله العسكري ذا العيار الثقيل بالتوغل في غزة كان هدفه الأول هو تأليب الرأي العام الفلسطيني من الداخل على حكومته "حماس" لكي تفلس "حماس" سياسياً ومن المعروف أيضاً أن شعب إسرائيل يحاسب زعماءه وفقاً لقدراتهم على التعامل مع الأزمات العسكرية. وعلى أولمرت أن يظهر بمظهر القوي لذلك كانت قبعة الأسير الإسرائيلي الحجة العسكرية للتوغل في غزة. وامتحان أسر الجندي يضع أولمرت في فكي كماشة، فإن تصرف بحزم يمكن أن يخسر حياة الجندي، وإن لم يتصرف بحزم يمكنه أن يخسر الرأي العام الإسرائيلي وهو الأهم في قاموس السياسة. إن الاستعمال المفرط للقوة هو أكبر دليل على الإفلاس السياسي لحكومة إسرائيل الجديدة فبعد صعود "حماس"، جاء المخطط الإسرائيلي الرامي إلى تقويض حكومة "حماس" وقطع الطريق عليها بضرب الوفاق الداخلي لإعادة التشكيك في شرعية المقاومة الفلسطينية، وربط "حماس" بمنظومة الإرهاب، وخلط أوراقها السياسية بالأمنية ودفع "حماس" لمقايضة الأسرى الجدد (نوابها) بالجندي الأسير وإعادة رسم خريطة قطاع غزة يما يؤدي إلى تقسيم القطاع من أجل شل قدرة الفلسطينيين على تهديد المدن الإسرائيلية القريبة من مرمى صواريخ "القسام". جانبي فروقة- الأردن