معالجة مشكلات شعوب البلدان النامية لا تتم بقوة الحديد والنار، وكذلك تململها ولجوئها إلى العنف في محاولة حل مشاكلها التي في أساسها انتشار الفقر والبطالة واليأس الذي جاء نتيجة لشعورها بالتهميش من قِبل الدول الغنية والمتقدمة. وعندما تشعر الدول الغنية والقوية بأن هناك ما يهدد مصالحها المنتشرة في تلك البلدان، تُصاب بالخوف الشديد والهلع، بدلاً من أسباب ذلك التململ الذي يأخذ أحياناً أعمال عنف فتلجأ إلى القوة المفرطة لقمع ذلك التململ، صارفة أضعاف أضعاف ما كانت ستصرفه على تقديم تلك المساعدات وإيجاد فرص عمل عن طريق المشاريع، لأن المعونات تعلم الشعوب الكسل واللجوء إلى الاقتراض الذي يقصم ظهورها بفوائده. وبدلاً من أن تتصدق عليه بسمكة ليأكلها، اعطه أداة للصيد بصورة دائمة كي يعتمد بها على نفسه. من أفضل السبل التي تنتهجها بعض الدول في مساعدة الدول الفقيرة، هي المشاريع التي تشغل الأيدي العاملة وتقضي على البطالة والفقر والمرض، فيحل السلام وتفتح أبواب الأمل العديدة، كما حدث في ماليزيا التي لا تحتاج إلى أحد وتعتمد على نفسها، وهكذا بعد السير في هذا الطريق أصبحت من البلدان القليلة التي حققت هي وغيرها الاكتفاء بل وصلت إلى الرخاء. والصين نموذج إيجابي آخر لتوظيف المساعدات في كسب قلوب الناس عن طريق بناء الطرقات والجسور والمراكز الصحية في البلدان النامية التي هي في أمس الحاجة إلى هذه الخدمات. منصف أبوبكر- أبوظبي