لفت نظري مقال: "تآكل الدور المصري في المنطقة"، المنشور في جريدة "الاتحاد" يوم الأربعاء الماضي، لكاتبه الدكتور خالد الدخيل. بدا لي العنوان أولاً صادماً وغير مجامل بعض الشيء، خاصة أنني شخصياً باعتباري قارئاً مهتماً بالتطورات السياسية الجارية على الساحة العربية، أرى أنه من غير الإنصاف محاكمة الدور المصري في المنطقة بنتائج أدائه الآن في حادثة واحدة منعزلة وجزئية، أتت في سياق عام قاتم متلاطم ومكتظ بالاحتقانات والأزمات والأزمات المضادة، المتلاحقة في المنطقة، وكأن مصر لم تتحرك إلا في هذه المسألة تحديداً أعني أزمة "أمطار الصيف" أو "الوهم المتبدد" أو سمها ما شئت. وما أريد التعقيب به على الكاتب هو أن الدور المصري يبقى في النهاية جزءاً من الدور العربي العام. وغني عن التوضيح أن الأطراف العربية جميعاً في الظرف الراهن تواجه مصاعب لا أول لها ولا آخر في التأثير في مسار الأحداث. فإسرائيل معربدة ومدمنة إرهاب، ومدعومة من قبل القوى الدولية العظمى. وبعض الفصائل الفلسطينية لا تستشير مصر ولا غير مصر فيما تقدم عليه من خطوات مفاجئة. وبين الطرفين لا تجد مصر، ولا معظم الدول العربية، منطقة وسطى تسمح لها بالمناورة أو التحرك. ولا أحسب أن الكاتب يريد من مصر مثلاً أن تعلن الحرب، أو أن تتخلى عن تقديم يد العون للأشقاء الفلسطينيين وتركهم يواجهون مصيرهم عزلاً ومكشوفي الظهور للبطش الصهيوني. وأخيراً فإن الدور المصري لم يتآكل، بل هو مستمر ومتنامٍ ولكن بخطوات مدروسة، وبعيدة عن الشعارات غير المفيدة. عادل زكي- أبوظبي