لعل في تطورات الحرب العالمية على الإرهاب، ما يثبت أولوية خوض الجبهة الثقافية لهذه الحرب، وذلك لأسباب أهمها: 1- أن ما يحرك مرتكبي أعمال العنف السياسي، هي الأفكار والمعتقدات المتطرفة التي يحملها بعضهم، خاصة لجهة رفض الآخر، وتكفير المجتمعات وأنظمة الحكم، والتشدد في فهم الدين وأحكامه السلوكية. 2- إن استناد بعض الإرهابيين إلى فتاوى معروفة في أوساط المتدينين، يظهر مدى الحاجة إلى تنظيم الفتوى وتقنين إصدارها، بحيث تكون خاضعة لآليات منظمة، بعيداً عن أي غرض سياسي وبمنأى عن التعصب الأعمى والقراءات المتحيزة. 3- إن فتح المجال التعليمي والتربوي أمام آلاف من ذي الأفكار المتعصبة، ألقى بظلال واضحة على محتوى المقررات التعليمية في كل الدول العربية خلال العقود الماضية، مما كان له الأثر السيئ على ثقافة النشء وسلوكهم، ومن ثم أشاع أفكاراً كانت وراء كثير من أحداث العنف. 4- إن وجود إعلام محرض، ومشارِك في تعميم الثقافة المتطرفة، أدى دوراً كبيراً في الدعاية لمفاهيم الثقافة المعادية للآخر والقائمة على نظرية المؤامرة! خالد جواد- أبوظبي