تحدث غازي العريضي في مقاله على هذه الصفحات ليوم أمس، وعنوانه "فرصة للفلسطينيين ومأزق للآخرين"، عن ما اعتبره ملامح بارزة في الوضع الحالي للمنطقة والعالم، من شأنها أن تضعف الموقف الأميركي- الإسرائيلي وتعزز الأرضية التي يقف عليها الطرف الفلسطيني. فعدا عن الأزمة الأخلاقية التي يكابدها "الضمير الإسرائيلي" وهو يقترف ما يقترف من جرائم ضد الشعب الفلسطيني في مواجهة العالم وعلى مرأى ومسمع من الدنيا، فإن "اسرائيل تغرق في مأزق كبير؛ فالصواريخ الفلسطينية البدائية تهدد أمنها... والفلسطينيون يستنبطون أساليب جديدة لمواجهة الارهاب الاسرائيلي"! هذا إلى جانب أن أميركا توشك أن تعلن فشلها رسميا في العراق، بسبب ما تواجهه هناك من تعقيدات ورفض وعمليات مسلحة دامية. إلا أني أتحفظ على هذا التشخيص، وأرى أن الولايات المتحدة كلما شعرت بمزيد ألم في العراق، كلما زادت من دعمها الأعمى للدولة العبرية. أما التعلل بحساسية الضمير الإسرائيلي، فما كان له أن يجدي طوال 60 عاماً لم تساور خلالها ذلك الضمير لحظة ندم أو شعور بالخجل مرة واحدة. وأكثر من ذلك فإنه يخيل إلي بأن تركيز الحساب على أساليب جديدة قد تبتكرها المقاومة الفلسطينية، ليس إلا حيلة لتغطية انسحاب العرب، شعوباً وحكومات، من مسؤوليتها اتجاه ما يعانيه الفلسطينيون العزل، أي عزل من عمقهم وظهيرهم المفترض! نوال بوعوكر- الجزائر