احتفل الأميركيون يوم الثلاثاء الماضي بعيد الاستقلال الذي يوافق الرابع من يوليو من كل عام، بإطلاق الألعاب النارية. في نفس اليوم أطلق الكوريون الشماليون ألعاباً نارية خاصة بهم في صورة صواريخ أطلقوها لتسقط في بحر اليابان. ولكي يثبتوا هم الآخرون أنهم قادرون على الانضمام للاحتفالات، قام الفلسطينيون بإطلاق صواريخ من نوع جديد داخل إسرائيل. ربما يتعين علينا التعود على المزيد من مناسبات الرابع من يوليو المشابهة واعتقد أن الكثير منها قادم على الطريق. نعم سنشاهد المزيد من التقنيات العسكرية الأكثر تطوراً في قاعات المعارض أولاً ثم نراها بعد ذلك وهي تستخدم. إنكم تتذكرون بالطبع سباق الأسلحة؟ ذلك السباق الذي كان بين العم سام والاتحاد السوفييتي، والذي انسحب منه الاتحاد السوفييتي في التسعينيات، بعد أن أصبح غير قادر على المواصلة. ولكن المفهوم الأساسي لذلك السباق والذي يتمثل في الصهر الممنهج للطموح النووي وعسكرة الأبحاث والتطوير يقوم بالعمل المطلوب على خير وجه. هل سبق لأحد منكم أن تساءل لماذا كان اليابانيون متعاونين معنا للغاية في العراق؟ حسنا، في الحقيقة أنهم لم يكونوا متعاونين معنا بالدرجة التي تعني قيامهم بأي شيء من أجل هزيمة التمرد. بالرغم من ذلك، فإن مجرد وجود اليابانيين في العراق استحق العرفان البالغ من بوش. وهذا العرفان بالجميل يعني أن اليابان قد حصلت على ضوء أخضر من أميركا للمضي قدما في مشروع العسكرة الخاصة بها، والذي يمثل النسخة اليابانية من سباق التسليح. بوش يعتقد أن اليابان ستقوم بإعادة تسليح نفسها من أجل المساهمة في الحرب العالمية على الإرهاب. ولكن الحقيقة هي أن اليابانيين قلقون من جوارهم القريب الذي يشمل دولا صعبة المراس مثل كوريا الشمالية. ولكن القلق الياباني لا يقتصر على كوريا الشمالية، وإنما يمتد أيضاً إلى كوريا الجنوبية حيث يوجد عداء تاريخي بين طوكيو وسيئول. فاليابان لا تخشى "كوريا النووية" بقدر ما تخشى "كوريا الموحدة" لأن ما سيحدث في تلك الحالة وهو أن الأسلحة النووية الكورية الشمالية في تلك الحالة ستنضم إلى المعرفة التقنية المتفوقة لكوريا الجنوبية، وساعتها يجب ألا يتوقع أحد أن يسقط صاروخ من صناعة "سامسونج" في نصف المسافة كما حدث مع الصواريخ التي أطلقتها كوريا الشمالية مؤخراً. وليس الكوريتان هما ما يهم اليابان فقط ولكن يهمها أيضا الصين العدو القديم لبلاد الشمس المشرقة(اليابان). فكل ما يقوله الأوروبيون عن الجيش النازي الألماني يقوله الصينيون عن الجيش الإمبراطوري الصيني، والفارق الوحيد بين الجيشين هو أن اليابان لم تعتذر أبداً عن الفظائع التي ارتكبتها في الحرب العالمية الثانية. هناك أيضا روسيا التي عادت مرة أخرى الى سباق التسلح وتقوم حالياً بتصدير منظومات تسليحية إلى الإيرانيين سواء كوسيلة لكسب الأموال، أو بغرض مد نفوذهم إلى إيران. وفيما يتعلق بالروس وبما يمكن أن يقوموا به يتعين علينا قراءة ما جاء بتقرير صحيفة هآرتس الإسرائيلية من أن الصواريخ التي أطلقها المقاتلون الفلسطينيون على مدينة عسقلان مؤخرا كانت من طراز "جراد" الروسي الصنع، مما يعني أن الفلسطينيين قد وجدوا طريقا مشبوها لاستيراد الأسلحة الروسية. كيف حدث ذلك؟ ربما يفتقر العرب إلى التقنية اللازمة التي تمكنهم من صناعة الأسلحة- على الرغم من أن العراقيين قد أثبتوا مهارتهم في صناعة العبوات الناسفة التي يتم زرعها على جانب الطريق- ولكنهم يمتلكون الأموال الطائلة التي تمكنهم من شراء أحدث منظومات الأسلحة. إن القرن الجديد قد يكون كما يقول البعض "قرن الحرية" ولكنه سيكون أيضا "قرن سباق التسلح". ما العمل في الحالة هذه؟ إن معاهدة حظر الأسلحة فكرة عظيمة، ولكن المشكلة أن هناك بعض الدول التي تقوم بانتهاك شروط تلك المعاهدات متى ما وجدت أن ذلك ملائم لها. في النهاية، قد نتوصل إلى خلاصة وهي أنه ليس أمامنا حل سوى النظر إلى المسألة من خلال منظور أكثر فلسفية يقوم على التعايش مع سباق التسلح باعتباره رفيقا دائماً، وأن نتعلم أن ننظر إلى الجانب المشرق من المسألة بكل ما يعنيه ذلك من معنى خصوصاً وأن الألعاب النارية التي ستطلق المستقبل ستكون عروضا فريدة في نوعها. جيمس بنكرتون كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة "لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست"