ثمة ازدواجية حقيقية في مواقف المجتمع الدولي ممثلاً في هيئاته ومنظماته الدولية، دعك من الدول الكبرى وما تفرضه مصالحها من ثنائية ليست محل جدل أو خلاف، لكن أن يتعرض العراق لما تعرض له تحت رحمة اللجان الدولية للتفتيش والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبشبه ظنية واتهامات لم تقم على أساس، وذلك في إطار الحصار الذي نتجت عنه كارثة شاملة تواصلت 13 عاماً... فإن في الأمر ما يستدعي التوقف عنده. حدث ذلك مع العراق الذي كان متهماً بإعداد برامج على الورق لتصنيع سلاح نووي، أما كوريا الشمالية التي تعترف علناً بامتلاكها برنامجاً كاملاً للتصنيع النووي، وقد قامت مراراً بتجارب لإطلاق صواريخ عابرة للقارات، فإنها لا تثير ذلك التشدد والاحتراز والتهويل من جانب المسؤولين الدوليين، وهم يعثرون على شبهة هنا أو مظنة هناك سربتها عناصر الاستخبارات الأجنبية داخل فرق التفتيش الأممية، ما يكشف الستار عن عدالة دولية غائبة حتى إشعار آخر. بالطبع لا أحد في تلك المنظمات يتكلم إلى اليوم عن الترسانة النووية الإسرائيلية، لأن ذلك سيخل بالاستتباب والانسجام اللذين سارت عليهما العدالة الدولية بما هي فيه من ازدواجية وحيف وتحيز! كريم يوسف- عمان