نشرت صفحات "وجهات نظر" يوم أمس الجمعة مقالاً للكاتب يوسف إبراهيم جاء بعنوان دال هو: "إخواني الفلسطينيين... كونوا واقعيين". وضمن تعقيبي عليه باعتباري فلسطينياً أولاً، وقارئاً ثانياً، أجيبه قبل كل شيء بأننا نحن الفلسطينيين واقعيون، بل واقعيون جداً، ولا نركب خيالات الأحلام المجنحة والطموحات التي لن تتحقق، فنحن نعرف جيداً ما نريد، ونعرف الممكن منه وغير الممكن. فنحن نريد التحرر من الاحتلال الإسرائيلي، وهذا حق تضمنه لنا الشرعية الدولية. ونريد إقامة دولتنا على أرض آبائنا وأجدادنا التي عاشوا عليها منذ آلاف السنين، وهذا أيضاً حق تضمنه القوانين الدولية ومستقر العادة والعرف لدى البشر في كل زمان ومكان. من قال لك أيها الكاتب الكريم إننا نحن الفلسطينيين ننتظر اليوم وصول طلائع الجيوش العربية لتحريرنا من الاحتلال؟ من قال لك إننا ندعي أن الوسائل البسيطة التي في أيدينا تستطيع التفوق على جيش الإرهاب الصهيوني المدجج بأحدث الأسلحة؟ نحن نعرف تماماً أن المواجهة غير متكافئة، ونعرف أن غرض حكومة أولمرت الحالية ليس إطلاق سراح الجندي الأسير، وإنما القضاء على الحلم الفلسطيني بإقامة دولة على ما تبقى لنا من أرض. وهذا ما نرفضه، ولن نستسلم له، وهذا دليل على أن الإسرائيليين هم غير الواقعيين، لأنهم يتصورون أن شعباً كاملاً يمكن القضاء عليه، ومحوه من على وجه الأرض، بنزوة من هذا الإرهابي الإسرائيلي أو ذاك. جميل قاسم – أبوظبي