أبعاد تجربة الصواريخ الكورية... وآفاق طموحات تركيا الأوروبية أبعاد وتداعيات اختبار كوريا الشمالية لصواريخ بعيدة المدى، وآفاق الترشح التركي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتطمينات بشأن تنامي القدرة العسكرية الصينية، وعلاقات روسيا بأوروبا، مواضيع نعرض لها ضمن قراءة سريعة في الصحف الدولية. "تحدي بيونغ يانغ يدعو للأسف" خصصت صحيفة "ذا تايمز" الكورية الجنوبية افتتاحية عدد يوم الأربعاء للتعليق على حدث إطلاق كوريا الشمالية لسبعة صواريخ يوم الثلاثاء على سبيل الاختبار، من بينها واحد قيل إن مداه يمكن أن يصل إلى التراب الأميركي. ورأت الصحيفة أن الاختبار إنما يروم الضغط على الولايات المتحدة بهدف حملها على التفاوض بشكل مباشر مع كوريا الشمالية، وهو ما أكدته –تتابع الصحيفة- بيونغ يانغ نفسها التي أعلنت في ما قبل أنها ستتخلى عن اختبار الصواريخ في حال وافقت واشنطن على عقد محادثات ثنائية معها. غير أن واشنطن ترفض، عارضة التفاوض في إطار المحادثات السداسية فقط. الصحيفة اعتبرت أن المحاولة الكورية الشمالية لم تنل مبتغاها، أولاً لأن تجربة إطلاق صاروخ "تايبودونج 2" انتهت إلى "الفشل الذريع"، وثانياً لأن جميع المؤشرات تدل على أن الولايات المتحدة لن توافق على عقد مفاوضات ثنائية مع كوريا الشمالية على اعتبار أنها لو فعلت فسُينظر إليها على أنها استسلمت لتهديدات بيونغ يانغ. وتستنتج الصحيفة أن إطلاق الصواريخ إنما أدى إلى نتائج عكسية تتمثل في تلويح كل من الولايات المتحدة واليابان باتخاذ "إجراءات صارمة" من بينها عقوبات في حق بيونغ يانغ، مشددة على ضرورة أن تعزز الحكومة الكورية الجنوبية علاقات التعاون مع المجتمع الدولي بهدف التعامل بحكمة مع هذه التطورات. روسيا والاتحاد الأوروبي نشرت صحيفة "ذا موسكو تايمز" الروسية في عددها ليوم الخميس تعليقاً هو في الأصل افتتاحية لصحيفة "فيدوموستي" الصادرة بالروسية، وفيه تعلق هذه الأخيرة على ما صرح به رئيس المفوضية الأوروبية مانويل باروسو من أن الاتحاد الأوروبي يعتزم بحث إمكانية عقد اتفاقية تجارة حرة مع روسيا بعد انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية، على أن تبدأ المفاوضات العام المقبل بعد انتهاء "اتفاقية الشراكة والتعاون". وهو ما اعتبرته الصحيفة "جزرة" تلوح بها أوروبا أمام روسيا على أمل الدفع بالتعاون الثنائي في مجال الطاقة. واعتبرت الصحيفة أن اتفاق منطقة تجارة حرة يصب في مصلحة روسيا لأن من شأنه تشجيع صادراتها نحو الاتحاد الأوروبي، الذي تمثل روسيا بالنسبة له ثالث أكبر شريك تجاري بـ209 مليار دولار سنوياً. أما المقابل فهو استفادة الأوروبيين من حقول النفط والغاز الروسية. وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى دراسة أعدتها مؤسسة "ستاندارد آند بوورز" تفيد بأن مستوى اعتماد الدول الأوروبية على مصادر الطاقة الروسية يتغير من بلد إلى آخر، مستنتجة صعوبة صياغة الاتحاد الأوروبي لسياسة طاقية موحدة. غير أن الصحيفة لفتت إلى أنه إذا كانت أوروبا أكثر اعتماداً في المدى القريب على الطاقة الروسية، فإن عدداً من المؤشرات يفيد بأن الوضع سيتغير في ضوء تسريع الاتحاد الأوروبي العمل على مشروع "نابوكو" الذي يروم توصيل غاز بحر قزوين إلى أوروبا، إضافة إلى الغاز الطبيعي المسال القادم من النرويج، لتخلص إلى ضرورة أن تعمل روسيا على تعزيز تعاونها مع الاتحاد الأوروبي، في وقت ما زال فيه مكلفاً بالنسبة لأوروبا الاستغناء عن روسيا. "الصين لا تشكل خطراً" كان هذا هو عنوان المقال الذي نشرته صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية في عددها ليوم الأربعاء لكاتبه الأدميرال "يانغ يي"، مدير "معهد الدراسات الاستراتيجية"، والذي حاول فيه، كما يشير إلى ذلك عنوان المقال، تبديد المخاوف الغربية، ولاسيما الأميركية منها، إزاء تنامي القدرة العسكرية الصينية. وفي هذا السياق، أكد الكاتب على أن الصين بلد في حاجة إلى قوة عسكرية "تناسب حجمه كبلد كبير"، وهو أمر تمليه أيضاً "ضرورة صيانة أمن الصين وحماية مصالحها الوطنية". وإذا كان الكاتب قد أقر بأن الصين تتوفر على أكبر جيش تقليدي في العالم، فإنه لفت إلى أن مستوى عصرنة هذا الجيش متدنٍ حيث "يقبع خلف الدول المتقدمة بـ15 إلى 25 سنة"، مشدداً على أن الخيار الاستراتيجي الذي تبنته بكين هو "التنمية السلمية". وذكّر الكاتب بأن الأهمية التي أولتها الصين ابتداء من نهاية السبعينيات لمجالات الاقتصاد والثقافة والتربية والبحث العلمي كانت على حساب تنمية القدرات العسكرية، وهو ما حال دون تطوير "جيش التحرير الشعبي" وعصرنته، الأمر الذي انتبهت إليه القيادة الصينية الحالية التي عملت على زيادة الإنفاق العسكري الصيني، الموجه في المقام الأول -حسب الكاتب- إلى تحسين هيكلة قطاع الدفاع و"تسديد ديون تاريخية"، في إشارة إلى الاهتمام غير الكافي بهذا القطاع خلال السنوات الماضية. وخلص "يانغ يي" إلى أن الصين، التي "تنشغل بتحديات أخرى عديدة واختارت طريق التنمية السلمية، لن تدخل أبداً في سباق تسلح مع أية دولة، ولاسيما الولايات المتحدة". تركيا وآفاق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أفردت صحيفة "ديلي نيوز" التركية افتتاحية عدد يوم الأربعاء للحديث عن واقع ترشح تركيا للانضمام إلى حظيرة الاتحاد الأوروبي والمشاكل الحالية التي تقف حجر عثرة أمام تقدم العملية. الصحيفة قالت إن على أنقرة أن تستوفي الشروط الواردة في الفصول الخمسة والثلاثين قبل بلوغ المرحلة التي سيقوم فيها الأوروبيون باتخاذ قرار حول مستقبل العملية، والذي يمكن أن يكون إما العضوية أو الشراكة أو "شيئاً آخر لم يُخترع بعد"، مضيفة أن الطرفين معاً حريصان على أن يواصل القطار مسيره وإن كانت الوجهة غير معروفة. ورأت الصحيفة أن حظوظ أنقرة في العضوية مازالت قائمة، إلا أنها تواجه جملة من المشاكل والتحديات من قبيل المسألة القبرصية، وحقوق الإنسان، وحقوق الأقليات، والحقوق الدينية وغيرها، مشددة على أهمية الانكباب على هذه المشكلات ضماناً لوصول القطار إلى وجهته المنشودة. واعتبرت الصحيفة أن أكبر المشكلات وأعوصها هي تلك المتعلقة بقبرص، على اعتبار أن القبارصة اليونانيين باتوا أعضاء كاملي العضوية في الاتحاد الأوروبي وقادرين على التأثير على حظوظ تركيا في الانضمام. وعلى هذا الأساس، ترى الصحيفة أنه حان الأوان كي تعيد أنقرة النظر في سياستها تجاه المسألة التركية وتقدم "مقترحات بناءة" في اتجاه حل المشكلة، بدلاً من "إهدار الوقت عبر الخطابات والصراخ في وجه الأوروبيين" وتحميلهم مسؤولية المآل الذي آلت إليه الأوضاع. إعداد: محمد وقيف