بعض مثقفينا وكتابنا بارعون في صناعة التشاؤم وتعميم اليأس، وفي التهويل والمبالغة والإفراط في التوصيف، بل إن بعضهم بلغ به الأمر أن طرح فكرة الانتحار قائلاً، وهو يتحدث عن العرب، إن "الأمم أيضاً قد تنتحر"! وذلك هو حرفياً عنوان المقال الذي كتبه الدكتور علي محمد فخرو ونشر على هذه الصفحات في عدد أمس الخميس، وفيه يشنع على الحكومات والقوى والمؤسسات العربية موقفها مما يجري في فلسطين والعراق، متهماً إياها بالتقاعس والصمت والتواطؤ، وهي عادة قلَّ أن يقلع عنها ذلك الفريق من المثقفين العرب. والمشكلة مع هذا الفريق ومحازبيه أن تهمهم مُعدة وجاهزة سلفاً، ليتم إسقاطها آلياً على كل حالة من حالات الفشل العربية، أو حتى الإسلامية، وما أكثرها! ولا مرجعية لهذا اللون من التفكير إلا نظرية المؤامرة، إذ الصمت والعجز والهروب والتقاعس... كل ذلك هو أيضاً مؤامرة! لكن لا أحد منهم حتى الآن تفضل كي يخبرنا؛ ما هو الحل وأين المخرج وما العمل لتخليصنا من المأساة! حسين دحمان- الشارقة