لا زالت المعارضة الشعبية داخل الولايات المتحدة للحرب على العراق على أشدها، وآخرها كما تردد في الأخبار إعلان وتظاهرات شاركت فيها نساء مسنات معظمهن جدات وأمهات. وقد قامت هذه التظاهرات في كل من نيويورك وواشنطن، وناشد المشاركون فيها الحكومة الأميركية بسحب القوات فوراً من العراق لأنها حرب لاأخلاقية تفتقر إلى أسباب وجيهة. لقد نشرت مؤخراً لجنة تابعة لمجلس العموم البريطاني تقريراً جاء فيه بصريح العبارة، أن هدف محاربة الإرهاب أفرغ من محتواه بل وأنه تسبب في تصاعد الإرهاب وأعمال العنف في كل من العراق وأفغانستان، بل وأكسبها قوة وخبرة وتوسعاً. الحقيقة أن الذرائع التي أوردها التحالف بقيادة أميركا كلها، سقطت الواحدة تلو الأخرى، أولها أن العراق كان يمتلك أسلحة دمار شامل، وبعدها الإرهاب، يليها تأسيس الديمقراطية التي ستشمل منطقة الشرق الأوسط بأكملها، لأنها ستشكل المثال والقدوة التي يجب الاقتداء بها. وماذا حدث؟ بكل بساطة قادت هذه الحرب البلاد إلى صراع طائفي بغيض تنكره الولايات المتحدة وبعض حلفائها، ولكن ما يجري في بلاد الرافدين أقرب ما يكون إلى الحرب الطائفية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ. منصف أبوبكر- أبوظبي