جاء مقال "تفكيك خطاب الآخر الغربي" لكاتبه السيد يسين، المنشور هنا يوم الخميس الماضي، ليفتح أفقاً واسعاً في ضرورة تفكيك بنية المركزية الغربية، ومساءلة أسس هذه المركزية. وهذا كلام جميل، ولكن هل نستطيع نحن كعرب الاضطلاع بهذه المهمة، وهل لدينا من "المستغربين" على وزن "المستشرقين"، من يستطيعون تفكيك خطاب الآخر الغربي؟ لقد دعا كتاب ومفكرون عرب من قبل إلى تأسيس ما أسموه "علم الاستغراب"، أي العلم الذي يقوم فيه مفكرون عرب بدراسة الغرب، كما يدرس المستشرقون الغربيون ثقافتنا وحضارتنا، بغية تحجيم مد الغرب الثقافي نحونا وتبصيره بالأبعاد غير الموضوعية لمرجعياته ومنطلقاته الأصلية المتمركزة حول ذاته. ولكن شيئاً من هذا المشروع الطموح لم يتحقق حتى الآن لأسباب موضوعية كثيرة. ولذا أرى أنه أولى وأحرى بنا كعرب أن نركز على النقد الذاتي لتفكيك عوائق وكوابح ثقافتنا وحداثتنا، ولنترك للغربيين إصلاح عطب ثقافتهم، وتفكيكها لأن هذه مشكلتهم، وليست مشكلتنا نحن العرب. الأسعد الجندوبي - تونس