يقول الرئيس بوش إن "الديمقراطيين" يريدون أن يلوحوا "براية الاستسلام الأبيض" في العراق، كما يتهم ديك تشيني زعماء حزب المعارضة بـ"الانهزامية في الحرب العالمية على الإرهاب"، ويتهم زعيم الأغلبية "الجمهورية" في مجلس النواب الأميركي "جون غيه. بونر" نائب ولاية أوهايو "الديمقراطيين" الذين صفقوا لحكم المحكمة العليا الأسبوع الماضي بشأن المعتقلين بأنهم "يدعون إلى حصول الإرهابيين على منافع خاصة". منذ الحادي عشر من سبتمبر، اتخذ الحزب "الجمهوري" موقفاً لا مهادنة فيه ضد الإرهاب، وجعل من هذا الموقف حجر الزاوية لحملاته. وقد ساعد ذلك الموقف غير المهادن الحزب "الجمهوري" على السيطرة على مجلس الشيوخ في عام 2002 كما ساعد بوش على الفوز بالانتخابات عام 2004. وفي الوقت الراهن، وفي مواجهة العنف المتصاعد في العراق، وتآكل الدعم الشعبي للحرب في الوطن، يعود "الجمهوريون" مجدداً إلى موضوع الخشونة والتعامل من دون قفازات. وعلى الرغم من أن شواهد الواقع قد تدل على أن هذا الخيار قد لا ينجح، فإن "الجمهوريين" يتمسكون به، ويقولون إنه على الرغم من أن الجمهور قد لا يدعم سياسة "الجمهوريين" هذه فإنه يرفض الخيار "الديمقراطي"، وأنه عندما تتم المقارنة بين سياسة "الجمهوريين" وسياسة "الديمقراطيين" بشأن موضوع الأمن القومي على وجه التحديد فإن سياسة "الجمهوريين" هي التي تربح. في استطلاع أجرته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" بالتعاون مع "مؤسسة بلومبيرج" قال 54 في المئة ممن شاركوا، إنهم يريدون أن يسيطر "الديمقراطيون" على الكونجرس خلال الخريف القادم، في حين فضل 34 في المئة منهم سيطرة "الجمهوريين". وقال المشاركون إنهم يعتقدون أن أداء "الديمقراطيين" سيكون أفضل من "الجمهوريين" في موضوعات الاقتصاد، والهجرة والعراق. وكان الاستثناء الوحيد لذلك هو مجالا الأمن القومي والإرهاب حيث قال 39 من المشاركين إن أداء "الجمهوريين" سيكون أفضل في حين فضل 30 في المئة "الديمقراطيين". وتبين أيضاً من خلال هذا الاستطلاع أن معدلات تأييد بوش بشأن معالجته للحرب ضد الإرهاب، قد تحسنت بشكل واضح منذ أبريل الماضي، وهو ما يعزوه المراقبون لظهور بعض دلائل التحسن في العراق بما في ذلك قتل زعيم "القاعدة" في العراق أبومصعب الزرقاوي. وكان هجوم "الجمهوريين" الجديد على جبهة الأمن القومي، قد بدأ الشهر الماضي من قبل البيت الأبيض، الذي شجع الزعماء "الجمهوريين" في الكونجرس على الضغط من أجل فتح باب المناقشة للوضع في العراق. وعندما اقترب موعد تلك المناقشة قام بوش بمهمة تلفزيونية مفاجئة لبغداد. وفي اليوم نفسه وجه "كارل روف" كبير مستشاري الرئيس الاستراتيجيين اتهاماً للديمقراطيين بأنهم "يريدون قطع المهمة في العراق ومن ثم الفرار منه". وفي اليوم التالي أشار بوش إلى أن "الجمهوريين" سيصورون "الديمقراطيين" في صورة الذين يدفعون باتجاه خطة ستؤدي إلى "تشجيع" الإرهابيين، وأنهم لو نجحوا في مسعاهم، فإن موقف الأميركيين في العراق سيكون أسوأ، كما أن الوضع في العالم سيكون أسوأ بالتالي. وبعد قرار المحكمة العليا الصادر يوم الخميس الماضي، بشأن غوانتانامو ذهب "بوهنر" زعيم الأغلبية في مجلس النواب خطوة إضافية إلى الأمام حيث اتهم نظراءه "الديمقراطيين"، بأنهم قد أظهروا تأييدهم لتنظيم "القاعدة" عندما قاموا بامتداح حكم المحكمة. ولكن بعض خبراء الاستراتيجية "الجمهوريين" يقولون إن "بوهنر" ربما يكون قد ذهب بعيداً في تصريحه هذا. ولكن متحدثاً باسم "بوهنر" قال إن زعيم الأغلبية يتمسك بتصريحه وإن هذا التصريح ينسجم تماماً مع الخطة الخاصة بحملة الحزب "الجمهوري". أما "نانسي بيلوسي" زعيمة الأقلية في مجلس النواب وممثلة ولاية سان فرانسيسكو فتقول إن "الجمهوريين" يلجأون الآن إلى سياستهم المعهودة التي عفا عليها الزمن والتي تقوم على تشويه الحقائق، ومحاولة صرف الأنظار عما يجري على الأرض، وشق الصفوف، بدلاً من القيام بشيء مُجدٍ من أجل حماية وطننا، كالقيام مثلا بتنفيذ توصيات لجنة الحادي عشر من سبتمبر، أو تعيين المزيد من موظفي رقابة الحدود... هم للأسف لا يفعلون ذلك بل يفعلون ما كانوا يفعلونه دائماً، وهو بث الخوف في نفوس الجميع، ثم مهاجمة "الجمهوريين"، وهو "أسلوب لن يجدي نفعاً في رأيي". وقالت "بيلوسي" في تصريح لها إن "حكم المحكمة العليا قد قدم ما يذكرنا بمسؤوليتنا عن حماية كل من الشعب الأميركي وحقوقنا الدستورية. ونحن لا نستطيع بأي حال من الأحوال أن نجعل من قيمنا التي على أساسها تم بناء دولتنا تتحول إلى ضحية من ضحايا الحرب على الإرهاب". وحتى الآن فإن موضوعي الأمن القومي والإرهاب لم يظهرا كثيراً في السباقات الانتخابية لمجلس النواب الذي يسعى "الديمقراطيون" إلى كسر أغلبية "الجمهوريين" فيه. وحول هذا الأمر يقول "كارل فورتي" المتحدث باسم "اللجنة الوطنية للجمهوريين في الكونجرس" التي تقوم بتنسيق تفاصيل حملات الحزب "الجمهوري" للحصول على مقاعد في مجلس النواب: "إن موضوع الأمن القومي ليس من الموضوعات التي تحظى بأهمية في السباقات الانتخابية لمجلس النواب وإنما الذي يحظى بالأهمية عادة في مثل تلك السباقات هو الموضوعات المالية والاقتصادية". ولكن الأمن القومي مع ذلك يمثل موضوعاً من الموضوعات المهمة في العديد من السباقات الانتخابية التي يخوضها الحزبان لكسب مقاعد في مجلس "الشيوخ" مثل ذلك السباق الانتخابي الذي يدور على سبيل المثال في ولاية ميسوري التي زارها الرئيس بوش الأسبوع الماضي. ـــــــــــــــــــــ دويل ماكمانوس بيتر والستن محررا الشؤون الخارجية بصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" ــــــــــــــــــــــ ينشر بترتيب خاص مع خدمة "لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست"